أغبى الناس
أغبى الناس
من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل
من كتاب الفوائد
لابن القيم رحمه الله
بوح 2
لن تغلق الأفواه
إن الجالس على الأرضِ لا يسقطُ ، والناسُ لا يرفسون كلباً ميتاً ،
لكنهم يغضبون عليك لأنك فُقْتَهمْ صلاحاً ،
أو علماً ، أو أدباً ، أو مالاً ،
فأنت عندهُم مُذنبٌ لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونِعَمَ اللهِ عليك ،
وتنخلع من كلِّ صفاتِ الحمدِ ، وتنسلخ من كلِّ معاني النبلِ ،
وتبقى بليداً ! غبيَّا ، صفراً محطَّماً ، مكدوداً ،
هذا ما يريدونهُ بالضبطِ .
إذاً فاصمد لكلامِ هؤلاءِ ونقدهمْ وتشويهِهِمْ وتحقيرِهمْ
أثبتْ أُحُدٌ
وكنْ كالصخرةِ الصامتةِ المهيبةِ تتكسرُ عليها حبّاتُ البردِ
لتثبت وجودها وقُدرتها على البقاءِ .
إنك إنْ أصغيت لكلامِ هؤلاءِ وتفاعلت به حققت أمنيتهُم الغالية
في تعكيرِ حياتِك وتكديرِ عمرك ،
ألا فاصفح الصَّفْح الجميل ، ألا فأعرضْ عنهمْ
ولا تكُ في ضيقٍ مما يمكرون.
إن نقدهمُ السخيف ترجمةٌ محترمةٌ لك ،
وبقدرِ وزنِك يكُون النقدُ الآثمُ المفتعلُ .
إنك لنْ تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاءِ ، ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم
لكنك تستطيعُ أن تدفن نقدهُم وتجنّيهم بتجافيك لهم ،
وإهمالك لشأنهمْ ، واطِّراحك لأقوالهِمِ
{ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ }
[ آل عمران : 119 ]
بل تستطيعُ أنْ تصبَّ في أفواهِهِمُ الخرْدَلَ بزيادةِ فضائلك
وتربيةِ محاسنِك وتقويم اعوجاجِك .
إنْ كنت تُريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوباً لدى الكلِّ ،
سليماً من العيوبِ عند العالمِ ،
فقدْ طلبت مستحيلاً وأمَّلت أملاً بعيداً
من كتاب لا تحزن
للداعية الرائع د. عائض القرني
بوح 3
مع بن مسعود
خرج ابن مسعود من المسجد ، فخرج تلاميذه وراءه ،
فقال :
عودوا إلى أماكنكم ، والله ،
لو علمتم ما عندي من الذنوب لحثوتم بالتراب على رأسي
من كتاب سيماهم في وجوههم
للداعية الرائع عائض القرني
بوح 4
اسم ورسم
ذكر أبن أبي الدنيا من حديث جعفر بن محمد
عن أبيه عن جده قال قال على :
يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام إلا إسمه
ولا من القرآن إلا رسمه ,
مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى
علماؤهم أشر من تحت أديم السماء
منهم خرجت الفتنة وفيهم تعود
من كتاب الجواب الكافي
لابن القيم رحمه الله
بوح 5
أسباب البلاء
في سنن ابن ماجة
من حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب قال :
كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله
فأقبل علينا رسول الله بوجهه فقال
( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسُ خِصَالٍ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ :
مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى أَعْلَنُوا بِهَا ،
إِلا ابْتُلُوا بِالطَّوَاعِينِ وَالأَوْجَاعِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا ،
وَلا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا ابْتُلُوا بِالسِّنِينِ ،
وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ ،
وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ،
وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ،
وَلا خَفَرَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلا سَلَّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ مِنْ غَيْرِهِمْ ،
فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ،
وَمَا لَمْ تَعْمَلْ أَئِمَّتُهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
وَيَتَخَيَّرُوا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
إِلا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ )
من كتاب الجواب الكافي
لابن القيم رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق