الثلاثاء، 26 أبريل 2016

أخبرهم قبل أن يرحلوا
 --   قبل فترة توفي شخصٌ لا أعرفه ولم أسمع يوماً باسمه، ولكنَّني بكيت
عليه، دعوت له بصدق، تصدَّقت عنه، وشعرت بحزنٍ داخلي سيطر
عليّ ليومين متتاليين.

    لم أعرفه، ولكن الكثير من أصدقائي في الفيسبوك عرفوه، ترحَّموا
على روحه، دعوا له، كتبوا عنه أجمل كلمات الرثاء، كتبوا له على
صفحته في الفيسبوك الكثير.

     تساءلت بيني وبين نفسي، هل علم هذا الشَّخص كم أحبَّه
أصدقاؤه، هل علم أنه غيَّر حياة فلان في ذلك الموقف
، وبأنَّ فلان لن ينسى مساعدته له في تلك المشكلة؟!

    هل علم بأن ضحكته في الصَّباح كانت تجعل المكتب يُشرق كما قال
 زميله في العمل، هل علم أن كوبً الشاي بالسُّكر التي كان يحضرها كانت
ألذَّ ما شربه أخوه في حياته؟!

هل علينا أن ننتظر إلى أن يرحلوا لنخبرهم ماذا كانوا يعنون لنا،
ماذا تعلَّمنا منهم، كيف أثَّروا فينا، لنخبرهم... كم نحبُّهم!
    كشعوب عربية نميل لأن نكون خجولين عاطفياً، نميل لإخفاء
مشاعرنا، تربينا على ذلك، تربينا على "الرجال ما بتبكي"، و"التُقل
صنعة" ، و "لا تدلليه بتعود"، و "لا تحكيلها كلام حلو بيكبر راسها".

    فبالرغم من أنَّنا لسنا شعوبًا باردة أو جافة عاطفياً، بل على العكس
تماماً نكاد نكون الأكثر عاطفية، نفيض بالعواطف والمشاعر، إلا أننا
نخبئُها ونخجل من أن نعبِّر عنها لمن نحبُّهم، ولا نخبرهم.

    لمَ لا ترسلي لأخيكِ
 رسالة تخبرينه كم تحبين كلمة "حبيبتي" منه...

    لمَ لا تقبل يد أمك
 قبل ذهابك للجامعة وتخبرها بأنَّ "طعامها" هو الألذ في العالم...

    لمَ لا تتَّصل بزوجتك
 عندما خطرت ببالك وتقول لها ببساطة "اشتقت لكِ"...

    لمَ لا تخبري زوجك
 بأنك فرحتِ عندما مدحك بالأمس أمام أهلك...

    لمَ لا تعانقي ابنك
 قبل ذهابه للمدرسة وتخبريه بأنه مشاكس ولكنَّكِ مشتاقة لعودته...

    لمَ لا تخبر أستاذك
 بأنَّك تعلَّمت منه الكثير...

    لمَ لا تخبر البائع في السوبرماركت
 بأن ابتسامته جميلة وأنك تحب أن تشتري من عنده...

    لمَ لا تخبرهم؟!
    لمَ لا تخبرهم وأنت واحدٌ منهم، رُبَّما ترحل قبل أن يخبروك هم أنفسهم

    لمَ لا تخبرهم وهم أحقُّ الناس بأن يعلموا ماذا تكن في قلبك الجميل لهم

    لمَ لا تجرب أن تتحرَّر من قيد خجلك، أن تعبر عما في نفسك،
 عما بداخك !

    أن تسعدهم بما تكنه نفسك من مشاعر لهم، أن تسعد قلوبهم التي

 لا زالت تنبض... لا تُفكِّر في كلامي كثيراً، وأخبرهم قبل أن يرحلوا ..

قيل .. ما أفضل القلوب ؟



قيل .. ما أفضل القلوب ؟


000000000000000000 
قيل
ما أفضل القلوب ؟

قالوا
قلب لايغيب عنه الصدق .

♡♡♡♡♡♡♡♡


وقيل
ما أفضل الناس ؟

قالوا
شخص لاينساك لأنه يحبك في الله .

♡♡♡♡♡♡♡♡

قيل
وما أفضل الأيام ؟

قالوا
 يوم يمر بك بلا ذنب .

♡♡♡♡♡♡♡♡

قيل
وماهو أفضل إهداء ؟

قالو
 دعاء يرفع لك وأنت لاتعلم

♡♡♡♡♡♡♡♡

 فأسْالُ الَلّهَ الْعَظِيْمُ لِيَ وَلَكُمْ سَعَادَةٍ لَا تَزُوْلُ
وَعُمَرَ بِالْخَيْرِ يَطُوْلُ وَرِزْقا مُبَارَكٌ وَمَغْفِرَة

أسعد الله ايامكم بالخير
رغم بساطة الأفعال الصادِقة ،
 إلا أنها تصنع في القلب إحساسا عميقا
 لا تصله كبائر المجاملات 

الاثنين، 11 أبريل 2016

بوح القلم


أغبى الناس 

أغبى الناس
من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل

من كتاب الفوائد
لابن القيم رحمه الله


بوح 2

لن تغلق الأفواه 

إن الجالس على الأرضِ لا يسقطُ ، والناسُ لا يرفسون كلباً ميتاً ،
لكنهم يغضبون عليك لأنك فُقْتَهمْ صلاحاً ،
أو علماً ، أو أدباً ، أو مالاً ،
فأنت عندهُم مُذنبٌ لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونِعَمَ اللهِ عليك ،
وتنخلع من كلِّ صفاتِ الحمدِ ، وتنسلخ من كلِّ معاني النبلِ ،
وتبقى بليداً ! غبيَّا ، صفراً محطَّماً ، مكدوداً ،
هذا ما يريدونهُ بالضبطِ .

إذاً فاصمد لكلامِ هؤلاءِ ونقدهمْ وتشويهِهِمْ وتحقيرِهمْ

أثبتْ أُحُدٌ
وكنْ كالصخرةِ الصامتةِ المهيبةِ تتكسرُ عليها حبّاتُ البردِ
لتثبت وجودها وقُدرتها على البقاءِ .

إنك إنْ أصغيت لكلامِ هؤلاءِ وتفاعلت به حققت أمنيتهُم الغالية
في تعكيرِ حياتِك وتكديرِ عمرك ،
ألا فاصفح الصَّفْح الجميل ، ألا فأعرضْ عنهمْ
ولا تكُ في ضيقٍ مما يمكرون.

إن نقدهمُ السخيف ترجمةٌ محترمةٌ لك ،
وبقدرِ وزنِك يكُون النقدُ الآثمُ المفتعلُ .

إنك لنْ تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاءِ ، ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم
لكنك تستطيعُ أن تدفن نقدهُم وتجنّيهم بتجافيك لهم ،
وإهمالك لشأنهمْ ، واطِّراحك لأقوالهِمِ

{ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ }
[ آل عمران : 119 ]

بل تستطيعُ أنْ تصبَّ في أفواهِهِمُ الخرْدَلَ بزيادةِ فضائلك
وتربيةِ محاسنِك وتقويم اعوجاجِك .

إنْ كنت تُريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوباً لدى الكلِّ ،
سليماً من العيوبِ عند العالمِ ،
فقدْ طلبت مستحيلاً وأمَّلت أملاً بعيداً

من كتاب لا تحزن
للداعية الرائع د. عائض القرني


بوح 3

مع بن مسعود 

خرج ابن مسعود من المسجد ، فخرج تلاميذه وراءه ،

فقال :
عودوا إلى أماكنكم ، والله ،
لو علمتم ما عندي من الذنوب لحثوتم بالتراب على رأسي

من كتاب سيماهم في وجوههم
للداعية الرائع عائض القرني


بوح 4

اسم ورسم 

ذكر أبن أبي الدنيا من حديث جعفر بن محمد
عن أبيه عن جده قال قال على :

يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام إلا إسمه
ولا من القرآن إلا رسمه ,
مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى
علماؤهم أشر من تحت أديم السماء
منهم خرجت الفتنة وفيهم تعود

من كتاب الجواب الكافي
لابن القيم رحمه الله


بوح 5

أسباب البلاء

في سنن ابن ماجة 
من حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب قال : 
كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله 
فأقبل علينا رسول الله بوجهه فقال 

( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسُ خِصَالٍ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ :
مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى أَعْلَنُوا بِهَا ،
إِلا ابْتُلُوا بِالطَّوَاعِينِ وَالأَوْجَاعِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا ،
وَلا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا ابْتُلُوا بِالسِّنِينِ ،
وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ ،
وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ،
وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ،
وَلا خَفَرَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلا سَلَّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ مِنْ غَيْرِهِمْ ،
فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ،
وَمَا لَمْ تَعْمَلْ أَئِمَّتُهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
وَيَتَخَيَّرُوا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
إِلا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ )


من كتاب الجواب الكافي
لابن القيم رحمه الله