الجمعة، 5 أكتوبر 2012

«الهيف» و«الضيف» و«الكيف» و«السيف».. مسميات لفنجان القهوة العربية

«الهيف» و«الضيف» و«الكيف» و«السيف».. مسميات لفنجان القهوة العربية
تقدم في الأفراح والأتراح.. وتختلف طرق تقديمها باختلاف طبقات المجتمع


لا تخلو البيوت العربية الأصيلة بشكل عام والبدوية خاصة، من الدلال النحاسية المملوءة بالقهوة العربية، التي تعد الضيافة الأساسية للداخلين والخارجين عليها، إلى جانب التمور بأنواعها رغم اختلاف الأزمنة والأجيال، لا سيما أن رائحة الهيل هي ما تزيدها جمالا لتبقى عالقة في الأذهان على مر السنين.ويعتبر إعداد القهوة يدويا من أفضل الأعمال التي يقوم بها الرجل أمام ضيوفه، إذ يتفنن الكثيرون في صنعها رغم محدودية الأدوات المستخدمة بها والمتضمنة «المحماسة» لتحميص حبوب البن، و«المبرادة» المستعملة لتبريده، و«النجر» أو «المهباش»، الذي يتم بواسطته طحنه، وذلك بحسب ما ذكره محمد بن سهلان، معلم متقاعد ومتخصص في إعداد القهوة العربية ، اذ قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» يستخدم أيضا في إعداد القهوة العربية ما يسمى بـ«الدلة المطباخة»، التي تطبخ بها، إلى جانب «الدلة المبهارة» لتبهيرها من الداخل، و«المنفاخ»، الذي يستعمل لزيادة إشعال النار، عدا عن الاستعانة بـ«الليف» لحجب الهيل من النزول في الفنجان عند صبها بعد إمساك الدلة بقطعة تسمى «البيق»، إن كانت ساخنة.
وحول كيفية إعداد القهوة العربية قديما أفاد علي بن محمد بن حوراء، عسكري متقاعد في القوات المسلحة وخبير في إعداد القهوة، بأنهم يشعلون النار ليضعوا عليها «المحماسة»، التي تحوي حبوب البن، ومن ثم يتم تحريكها جيدا بحيث لا تتركز النار على جانب واحد فيحترق.
وقال يستمر تحريكها حتى يتم الوصول إلى اللون المرغوب، كأن تكون شقراء فاتحة أو سمراء غامقة، ومن ثم يتم وضعها في «النجر» لطحنها جيدا وإضافة الماء المغلي عليها في «المطباخة» لتركها تغلي بهدوء. وأضاف يطحن الهيل في «النجر» ويوضع في «المبهارة» الفارغة، إضافة إلى إبعاد «المطباخة» عن النار لتهدأ قليلا ومن ثم يتم صب القهوة على الهيل لتوضع مرة أخرى على النار حتى تغلي، لافتا إلى أن فتحة الدلة تغطى بالليف لتصفيتها أثناء صبها في الفناجين.
وتختلف طرق تقديم القهوة العربية باختلاف فئات الجالسين في المجلس، إذ لا تستقر الدلال والفناجين مطلقا في مجالس الشيوخ والوجهاء، خاصة أن العادات تقتضي تدوير الفناجين في كل مرة ينضم للمجلس ضيف جديد، فيما يعد من غير اللائق أن يغادر الفرد أثناء تقديم القهوة وإنما عليه الانتظار لحين استقرارها في مكانها.
وتقدم القهوة عادة للضيف بعد السلام عليه وإيجاد مكان مناسب لجلوسه، إذ يتم تقديم الفنجان باليد اليمنى وتسلمه أيضا باليد نفسها، عدا عن وجود إشارات يستخدمها الضيف للدلالة على أمور متعددة من ضمنها هز الفنجان بعد الانتهاء من شرب القهوة كرمز للاكتفاء والشكر، إلى جانب شرب المضيف فنجانا من القهوة قبل أن يضيفها، وذلك كدليل على خلوها من أي مكروه.
ولفناجين القهوة العربية مسميات عدة تعارف عليها أهل البادية، التي من ضمنها فنجان «الهيف»، الذي يشربه صاحب المجلس أمام ضيوفه لإثبات سلامة القهوة، و فنجان «الضيف» باعتباره يحل محل العيش والملح بين المضيف والضيف، و«الكيف» الخاص بالتذوق والمزاج، إضافة إلى «السيف»، الذي يلزم الضيف بالدفاع عن تلك العشيرة كونه بمثابة عهد بينهم ويدل على القوة والشرف.
ولا يقتصر تقديم القهوة لدى العرب على وقت محدد، لا سيما أنها تقدم في الأفراح والأتراح ومن دون مناسبة أيضا، ما يجعل الاعتذار عن شربها في بيت المضيف من قلة الواجب وعدم الاحترام له.
وتتجلى أهمية فنجان القهوة في العادات والتقاليد العربية، خاصة أن بعضهم يقصدون شخصا لطلب معين أو خطبة أو حتى للعتاب، فيضعون الفنجان أمامهم ولا يشربونه حتى يسأله المضيف عن حاجته ويلبيها لهم بقوله «اشرب قهوتك فطلبك مستجاب».
ومما يستحق الذكر أن القهوة العربية تعد الأفضل صحيا مقارنة بأنواع القهوة الأخرى، كونها خالية من السكر، إلى جانب احتوائها على مادة الكربون التي تساعد على الهضم وتنشيط الجسم، خصوصا أنها تنبه العصارات الهضمية وتدر البول، وتساهم في علاج الشقيقة والصداع.
ونظرا لاحتوائها على مادة الكافيين فإنها تحفز الجهاز العصبي المركزي، ما جعلها تستخدم في صناعة الأدوية المخففة للألم والحد من الشهية المفرطة ومقاومة النعاس ونزلات البرد والربو، إضافة إلى أنها مصدر غني بالمواد المضادة للتأكسد، التي تقلل من آثار المواد الضارة للجسم وتعمل على الوقاية من بعض الأمراض.


******************************************************************************************************************************************************************


رحلة فنجان القهوة !

خلصت بعد تأمل إلى أن فنجان القهوة العربية الذائع الصيت من أكثر الفناجين المشابهة والأخرى المطورة حظاً بين الرجال والنساء وحظوة لدى النساء ، وشاهد ثقة على حكاياتهن التي لاتنتهي بتلك الأكاذيب ، فمن اجترارهن لمعاناتهن منذ التأتأة في المهد إلى أن يُلحدن في القبور ، ومن أول يوم تتعلم فيه إحداهن كيف تلوُّن شفايفها إلى أن تنسى أن تلك الحمرة المصطنعة على خديها لاتختلف كثيراً عن أثر لكف من يد أب أو زوج أو أخ اعتاد أن يمارس طقوس ولاية آدم العربي على حواء العربية بتلك الطريقة.
ستأتي حقبة يكون فيها فنجان القهوة العربية أحد الأدلة الدامغة على مدى تفوق الإنسان العربي على نفسه ، إذ تحاكي الطبقات بعضها بعضاً من خلال رشف فناجين القهوة العربية بطريقة متشابهة إلى حدٍ ما ، إلا أنها تختلف في مقدار كمية القهوة التي يجب أن تصب في الفنجان ، فالطبقة المخملية لاتزيد الكمية عن ربع الفنجان بحيث يتمكن شاربه من مرجحة الفنجان بطريقة لاتكشف أنه يريد تبريد القهوة فيرشفه دون أن يصدر أي صوت وقد يكتفي بفنجان واحد ، وكذلك تفعل الطبقة الوسطى عدا أن الاختلافات تتضح في الإضافات على البن كالهيل والزعفران ودرجة لون البن المحمص إلا أنهم لايكتفون بفنجان واحد من القهوة العربية ، أما الطبقة الكادحة فلا يكترثون لكمية القهوة المسكوبة في الفنجان ولا لنكهة القهوة أو لونها فجل حرصهم أن تكون فناجين القهوة كتلك التي يراها أحدهم في التلفاز أثناء مسلسل الأخبار المحلية والعالمية ، أو بعد مناسبة زواج لتكون أحد أهم مطالب أم العيال من آدم الذي اكتفى بشرف المحاولة عندما يظهر بأنه يعرف كيف يبيّن لصباب القهوة بأنه قد اكتفى . بل قد تجده يحلم كيف كان يضع أصابعه على فم الفنجان مكتفياً بمرجحة خفيفة للفنجان معتقداً أن صباب القهوة الآسيوي مثل صباب القهوة في التلفزيون .
عندما كنت أتابع المسلسلات البدوية قبل حقبة القنوات الفضائية والانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى ، كانت تشدني طريقة الرجل البدوي في إعداد القهوة والتلذذ بطريقة صبها وتقديمها لضيوف شيخ القبيلة ، بل كدت أشك في أنه يُسمح لنساء البادية بالتعامل مع القهوة العربية وفناجينها إذ لانرى في أي مسلسل بدوي إحدى نساء البادية تقوم بإعداد القهوة لفارس القبيلة أو لغريمه على أجمل نسائها ، وخشيت أن تصيب العدوى نساء القرى فيطالبن بالمعاملة بالمثل .
حتى في مجال الشعر كان لفنجان القهوة العربية مكانته اللائقة به كرمز تاريخي على الكرم العربي ، فمن الأشعار النبطية الذائعة الصيت إلى قصيدة قارئة الفنجان وصب القهوة للنشامى على ظهور الخيل ، ناهيك عن تلك العادات التي جعلت من فنجان القهوة العربية علامة على القبول أو الرفض في حالات الزواج أو عقد اتفاقيات الصلح بين المتخاصمين ، وإن بدت مثل تلك العادات تتلاشى في ظل سطوة ثقافة المشروبات الساخنة والتفنن في أساليب تقديمها لمرتادي المقاهي الخاصة بها .
وعلى الرغم من المزاعم التي يروج لها بعض الأطباء من خطر الإكثار من شرب القهوة إلا أن الواقع يكذب تلك الإدعاءات ويدعم تسويق القهوة بين الأجيال إذ نجد أن الأطفال يحبون شرب القهوة وفي البدء تقليداً لآبائهم وأمهاتهم إلى أن تصبح عادة في المكتب وعند حالات الحديث ذو شجون من الدين إلى السياسية إلى آخر مغامرات الحالمين بالشهرة والثراء ولكن بعيداً عن سؤال من أين لك هذا ؟!
فكم من دموع سكبت وفناجين القهوة تدور بين الأيادي في صالات الأفراح أو الأتراح ، وكم من ضحكات مفتعلة وفناجين القهوة تتحاشى المثول أمام تلك الشفاه الساخرة ، وكم من فناجين قهوة تكسرت حوافها لتكون بمثابة الشاهد الأخير على تلك النزوات الغادرة .
لا أعلم متى ، ولكن يبدو أن حقبة فنجان القهوة العربية الصغير الحجم لن تطول ، وستصبح أثراً بعد عين أسوة بالرماية والسباحة وركوب الخيل ، وقد يحدث تفاعل كيميائي أو فيزيائي لفنجان القهوة العربية كبير المكانة ويصبح في حجم قدر كبير أو صحن كبير ليكون الشرب منه جماعي بواسطة ماصات بلاستيكية بعد أن تشابهت الأماني .

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

ماهي فوائد الشعير الصحية ؟



فوائد شرب الماء على معدة فارغة

*********************

من الأمور الشعبية في اليابان اليوم شرب الماء مباشرة بعد الاستيقاظ كل صباح . وقد أثبتت التجارب العلمية للأمراض المعروفة سابقا ، فضلا عن الأمراض العصرية أنه يمكن معالجتها بالماء . وقد نجح المجتمع الطبي الياباني بنسبة 100 ٪ لعلاج الأمراض التالية باستخدام الماء :

الصداع , الام الجسم , القلب ، التهاب المفاصل ، ضربات القلب السريعة ، الصرع ، البدانة الزائدة ، الالتهاب الشعبي والربو والسل والتهاب السحايا وأمراض الكلى والبول ، والقيء , التهاب المعدة ، الاسهال ، ، والسكري ، الإمساك ، جميع أمراض العيون ، الرحم ، والسرطان ، والأذن والأنف والحنجرة .

طريقة العلاج
_____________

1- عندما تستيقظ في الصباح قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة عليك أن تشرب 4 أكواب من الماء × 160مل

2- بعد ان تشرب فرش ونظف اسنانك ولا تأكل أو تشرب أي شي الا بعد 45 دقيقة

3- بعد 45 دقيقة يمكنك أن تاكل أو تشرب أي شيء

4- بعد مرور 15 دقيقة على أي وجبةأو تناولتها (فطور , غداء , عشاء) لا تأكل أو تشرب إلا بعد مضي ساعتين

5- كبار السن والمرضى الذين لا يستطيعون أن يشربوا 4 أكواب من الماء في البداية يمكنهم أن يشربو القليل ثم يزيدوا الكمية تدريجيا الى أن تصل الى 4 اكواب ماء يوميا

6- لتتمتع بحياة صحية اتبع التعليمات أعلاه والتي هي أسلوب علاج يعالج به المرضى من الأمراض التي يعانون منها


القائمة التالية تعطي عدد أيام العلاج اللازم لعلاج /التحكم / الحد من الأمراض الرئيسية
1- ضغط الدم المرتفع / خلال 30 يوم
2- آلالم المعدة / 10 ايام
3- مرض السكري / 30 يوم
4- الامساك / 10 ايام
5- السرطان / 180 يوم
6- السل / 90 يوم
7- مرضى التهاب المفاصل ينبغي أن يتبع العلاج أعلاه لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع الأول ، ويومين اعتبارا من الأسبوع الثاني.
8- ....

طريقة العلاج هذه ليس لها أي آثار جانبية ، ولكن عند بدء العلاج قد تضطر إلى التبول عدة مرات , ومن الأفضل أن نجعل هذا الإجراء عمل روتيني يومي في حياتك.

اشرب الماء وابق صحيحا ونشيطا.
ومن الملاحظ لدى الصينيين واليابانيين أنهم يشربون الشاي الساخن مع وجبات الطعام وليس الماء البارد .
للأشخاص الذين يحبون شرب الماء البارد ، لا تنس هذه القاعدة لأنها تنطبق عليك أنت أيضا :
من الممتع أن تشرب كوب ماء بارد بعد تناول وجبة طعام. ,,, ولكن اعلم أن المياه الباردة تثقل العملية الزيتية للمأكولات التي تناولتها للتو مما يبطئ عملية الهضم , ومتى ما تم ذلك تفاعل الزيت مع الأحماض وأبطل مفعولها ، مما يجعل امتصاصها من قبل الأمعاء أسرع من الطعام الصلب. وهذا سوف يحول الأحماض إلى دهون ، ويؤدي إلى الإصابة بالسرطان. فمن الأفضل شرب الحساء الساخن أو الماء الدافئ بعد تناول وجبة طعام.
=======================================================================



أسباب الشعور بالعطش المتكرر

**************************

حالة العطش هي واحدة من أهم الغرائز في الكائنات الحية وهي التي تدفعه لشرب الماء، وهي آلية هامة للحفاظ علي التوازن في كميات ونسب الأملاح في الجسم، وكذلك في تزويد الجسم بكميات السوائل اليومية الكافية، وفي حالة حدوث اضطراب في النسب ما بين الأملاح وكمية المياه في الجسم، فانه يحدث اختلال في التوازن داخل أجزاء معينة في الدماغ، ليبدأ الكائن في الشعو


ر بالعطش والتحفيز علي شرب الماء.


هذا في المفهوم الطبي، ولكن هناك العديد من الحالات التي يستمر فيها هذه الحالة وهي حالة الشعور بالعطش، وهذا ما يرجح وجود مشكلة صحية ما، وقد لخص الباحثون في المكتبة القومية الأميركية للطب الحالات المسببة لهذا الشعور, وهي :

- داء السكري :
مرض السكري واحد من أسباب الشعور المستمر بالغطش وخاصة عند وجود اضطرابات في نسبة السكر بالدم.

- الملح :
إستهلاك وجبات غذائية تحتوي نسب عالية من الملح.

- النزيف الدموي:
حصول نزيف و خروج كمية كبيرة من دم الجسم.

- بعض العقاقير :
تناول عقاقير معينة، وخاصة تلك التي تزيد من إدرار الكلى للبول.

- المجهود البدني :
فقد الجسم لكميات كبيرة من السوائل والأملاح، في أثناء أداء المجهود البدني في الأجواء الحارة، مما يزيد إفراز العرق، أو تكرار القيء أو الإسهال، أو ببساطة نتيجة لعدم تناول الماء.

- الالتهابات الميكروبية :
الإصابة بحالة من حالات الالتهابات الميكروبية، وكذلك ارتفاع درجة حرارة الجسم وزيادة إفراز العرق.

- الحروق :
الإصابة بحروق بمناطق واسعة من الجلد، مما يسبب زيادة فقد السوائل عبر الحروق.

- الفشل الكلوي وفشل القلب
==================================================================






نصيحة لأعشاب طازجة طوال العام (الأعشاب المجمدة)

**************************

* كيف تستمتع بالمذاق الطازج للأعشاب طوال العام؟

الجميع يجفف الأعشاب من أجل الحصول عليها واستخدامها طوال العام بدلاً من الحصول الموسمي عليها فقط .. وبذلك تستطيع الاستمتاع بطعمها الطازج لأشهر أطول.

وتجفيف الأعشاب شىء سهل للغاية، لكن الأعشاب التى يكون محتوى الماء فيها يشكل نسبة كبيرة تتعفن قبل جفافها، لذا فهناك طريقة أخرى لحفظها حتى لا تتعرض للعفن ومثال على ذلك: الريحان والنعناع حيث يتم وضعها فى الفريزر أو تجميدها بشكل أعم، وبالرغم من أنها تفقد شكلها الذى تكون عليه فى حالتها الطازجة إلا أنها لا تفقد طعمها.

الأعشاب المجمدة تحتفظ بمذاقها وطعمها الطازج لأشهر عديدة، والأعشاب المجمدة تختلف عن الأعشاب المجففة فى شيئين: الأول أن تركيز الأعشاب المجففة يكون أعلى من تركيز الأعشاب المجمدة أما الشىء الثانى فيكون بالإيجاب مع الأعشاب المجمدة فى أنها تستخدم بنفس كمية الأعشاب الطازجة فى أى غرض من الأغراض المستخدمة لها فى المشروبات أو الأطعمة.


كيفية تجميد الأعشاب:
---------------------------

1- الطريقة الأولى:

- قم بحصاد الأعشاب الطازجة ذات الأوراق السليمة.
- تُغسل الأعشاب ويتم تجفيفها بالربت عليها بمناشف ورقية.
- تُنشر الأعشاب مفرودة على صينية صغيرة.
- تغطى الصينية وتوضع فى الفريزر.
- عندما تتجمد الأوراق، تُنقل إلى إناء يحكم غلقه ثم يعاد للفريزر مرة أخرى.
- بمجرد أن تتجمد الأوراق وهى مفرودة فلن تتراكم على بعضها عند انصهار تجمدها.


2- الطريقة الثانية:

- قم بجمع الأعشاب الطازجة ذات الأوراق السليمة.
- تُغسل الأعشاب ويتم تجفيفها بالربت عليها بمناشف ورقية.
- توضع الأعشاب فى قوالب الثلج المخصصة للفريزر (بحيث يمتلأ المكعب الواحد منها إلى المنتصف تقريباً بالأعشاب، ويكون عدد أوراق الأعشاب فى المكعب الواحد من 2-3 أوراق).
- تُملاْ المكعبات فى قوالب الثلج والموجود بها الأعشاب بالماء.
- تُوضع قوالب الثلج فى الفريزر حتى تتجمد المياه على الأعشاب الطازجة.
- تخرج قوالب الثلج من الفريزر بعد تمام تجمدها ثم تفرغ فى أكياس من البلاستيك ثم تخزن فى الفريزر مرة أخرى.
- عند الاستخدام تُخرج مكعبات الثلج من الفريزر وتوضع الكمية المرغوب فى استخدامها على طبق حتى تمام انصهار الثلج عنها.
================================================================




ماهي فوائد الشعير الصحية ؟

***********************

ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة.. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة!!


وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب حليب وملعقة عسل نحل. سميت تلبينة تشبيها لها بالحليب في بياضه ورقته. وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" صحيح البخاري.

ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.



تخفض الكولسترول وتعالج القلب
_________________________
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:

أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.


ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.


ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucan والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.


د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.


وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية- فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية (Ischemia)، واحتشاء عضلة القلب ( Heart Infarction).


أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض.."، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!


علاج للاكتئاب
___________
كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".


ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:

- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.


- فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.


- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.


- الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.


علاج للسرطان وتأخر الشيخوخة
_________________________
تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.

ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.

وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.

وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.


علاج ارتفاع السكر والضغط
____________________
تحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.


ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.


ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.

"التلبينة" هو غذاء علاج وسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
=====================================================


كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.


ملين ومهدئ للقولون
________________
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.

كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.

وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.


وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته.

الاثنين، 27 أغسطس 2012

تاريخ الأزهر الشريف


نبذة مختصرة عن تاريخ الأزهر الشريف


يرجع الفضل في تأسيس الجامع الأزهر إلى الفاطميين، الذين فتحوا مصر في عهد الخليفة المعز لدين الله، الذي أرسل قائده جوهر الصقلى لفتح مصر، فسار بحملته حتى دخل الفسطاط في يوم 11 من شعبان سنة 358 هـ /يوليه 969م، ووضع أساس مدينة القاهرة في يوم 17 من شعبان سنة 358 هـ كما وضع أساس قصر للخليفة المعز لدين اللَّه، ثم وضع آساس الجامع الأزهر في يوم 14 من شعبان سنة 359هـ / 970م ، واستغرق بناؤه قرابة سنتين، وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في السابع من رمضان سنة 361 هـ / 972م.

ولم يلبث الأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم، يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف والفنون، ففي سنة 378هـ / 988م أشار البعض على الخليفة العزيز بالله بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والعقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه من كافة الأقطار. وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون.

وقد حرص الخلفاء الفاطميون على تزويد الجامع الأزهر بالكثير من الكتب والمراجع حتى يتيسر للطلاب الوافدين عليه الإطلاع عليها، كما حرصوا على تخصيص موارد للإنفاق عليه، فوقفوا عليه الأحباس، وحذا حذوهم كثير من العظماء والأثرياء من أهل الخيرمن مختلف الدول، فأنفقوا على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، وعلى رواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والطلاب من مختلف المذاهب الفقهية.

ولقد اضطلع الأزهر الشريف -منذ فجر تاريخه- بأدوار سياسية وثقافية وروحية خالدة، ليس في تاريخ مصر فحسب، بل في تاريخ الأمم الإسلامية والعربية على مر العصور.

فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم والجور وأقر العدل ونشر الأمان، فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات. ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات، وكان العامة إذا وقع عليهم ظلم أو اغتصب الأمراء المستبدون حقوقهم، هرعوا جماعات إلى الجامع الأزهر في هتاف وصياح، فيفض العلماء حلقات الدراسة ويغلقون أبواب الأزهر ويستمعون إلى شكاية المستغيثين، ونضرب لهذا مثلا ماذكره الجبرتي المؤرخ المشهور أن حسين بك المعروف بـ "شفت" أحد أمراء المماليك، وكان طاغية جباراً يصادر أموال الرعية ويتهجم على البيوت ، وأنه ذهب إلى بيت أحمد سالم الجزار، شيخ دراويش البيومي، فنهب مافيه حتى الفرش وحلي النساء، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر، ومعهم الطبول والتف حولهم العامة وبأيديهم العصيّ ، وتفرقوا في أنحاء الأزهر وأغلقوا أبوابه وصعد بعضهم إلى مآذنه يصيحون ويضربون الطبول.. .. وقابلوا الشيخ الدردير وذكروا له ما حدث، فغضب لحرمات الله وقال لهم :"في غد نجمع الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوت المماليك كما ينهبون بيوتنا، ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم، فارتاع المماليك وأوفدوا رسلهم إل الشيخ الدردير نادمين طالبين إليه أن يرسل قائمة بما نهبه حسين بك وجنوده ليردوه إليه، وفعلا ردوا إليه جميع ما أغتصبوه".

وكثيرا ما كانوا يلفتون نظر الحكام إلى أن طاعة الحاكم واجبة إذا لم يخالف الشرع، وأن قاعدة الحكومة الإسلامية أنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وفي أحد المواقف صب الشيخ "علي الصعيدي" غضبه على الأمير يوسف بك الكبير -في وجهه- ، ولعن من باعه، ومن اشتراه، ومن جعله أميراً، فاسترضاه الأمير ونزل على مشورته وأخذ بآرائه.

وكان الشيخ الدردير شجاعاً مقداماً لايخشى في الحق لومة لائم. وقد حدث يوماً وهو في مولد السيد البدوي أن صادر أحد الحكام أموال بعض الرعية، فطلب من بعض أتباعه أن يذهبوا إلى هذا الحاكم ليطلبوا إليه رد الأموال المغصوبة، ولكنهم خشوا أن يذهبوا إليه فركب الشيخ بنفسه وتبعه كثير من العامة حتى دخل خيمة هذا الحاكم وهو راكب بغلته، وأغلظ له القول، فاضطر إلى إرضائه وإرجاع ما اغتصبه من أموال . وفي سنة 1209هـ /سنة 1795م، حدث عدوان من أمراء المماليك على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي، فغضب وتوجه إلى الأزهر فجمع شيوخه، وأغلقوا أبوابه، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر، وركب الشيوخ في اليوم التالي وتبعهم كثير من الناس إلى بيت الشيخ محمد السادات، واحتشدت جموع عديدة من الشعب، فأرسل إليهم الأمراء أحدهم، وهو أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم، فقالوا : نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (أي الضرائب)، وخشى إبراهيم بك زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى العلماء، وكانوا يقضون ليلتهم داخل الأزهر، قائلاً لهم : إنه يؤيدهم في غضبهم ويبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك، وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة، فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين.

ولكن العلماء لم يقنعوا بهذا، بل أصروا على وضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان، فاجتمع الأمراء وأرسلوا إلى العلماء فحضر منهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير، وكان هؤلاء رسل الثورة وقوادها، وطال الجدل بين الشيوخ والأمراء، ثم انتهى بأن أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا ما اشترطه عليهم العلماء، وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب المحدثة، ويأمرون اتباعهم بالكف عن سلب أموال الناس، ويرسلون أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهما، ويسيرون في الناس سيرة حسنة.

وكان قاضي القضاة حاضراً هذا المجلس فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد، وانصرف العلماء من هذا المجلس وسط جموع الشعب التي أعلنت بهجتها بهذه الوثيقة الخالدة التي هي أشبه بوثيقة حقوق الإنسان.

كما استطاع الشعب بقيادة علماء الأزهر عزل الوالي المستبد خورشيد باشا حينما ثاروا عليه وطلبوا من السلطان العثماني عزله، فنزل السلطان العثماني على رغبتهم وعزله.

وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم، فانبعثت من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى والثانية، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه، ورحل الفرنسيون عن مصر.

وكذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فريزر.

واستطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي الذي ارتضوه، وهو محمد على باشا، بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بالعدل بين الرعية، إلا أنه نقض ما أبرمه من عهد وخان ما بذله من وعد واستبد بالحكم، فثار عليه علماء الأزهر بقيادة عمر مكرم، فلاينهم محمد علي حتى استطاع أن ينفي عمر مكرم ويشرد باقي العلماء.

وكذلك كان علماء الأزهر في عهد خلفاء محمد علي، يشعلون الثورة ضد هذه الأسر الباغية كلما انتهكت الحرمات، وواصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء. ومن فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، فكانت صيحة مدوية في أسماع العاملين، وانتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب. وهكذا كان موقف الأزهر الشريف وعلمائه من الحياة العامة والسياسية جهادا ً في سبيل الله وفي سبيل الوطن ودفعا للظلم والعدوان، ولا غرو فالإسلام دين ودولة.

كما كان للأزهر أيضاً دور علمي وثقافي عظيم بَثَّ إشعاع المعرفة في شتى أقطار العالم ، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصور التدهور و الانحطاط، وإبان سيادة الاستعمار الغربي على الأقطار العربية.

ولم يقتصر دور الأزهر العلمي والثقافي على العلوم الدينية واللغوية -كما يظن الكثيرون- ولكن كان الأزهر يستمد ثقافته من ثقافة الإسلام، التي لا تفرق بين شتى المعارف والعلوم التي تخدم البشرية في شتى المجالات، كما أوضح الشارع الحكيم، ولهذا كان علماء الأزهر يدرسون جميع أنواع العلوم والفنون، فكان منهم الفقيه والطبيب والمهندس والفلكي والكيميائي والجغرافي والرحالة.... إلخ.

ولهذا حينما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعا إلا في رحاب الأزهر الشريف، فكان معظم المبعوثين إلى أوروبا من رجاله النابهين، من أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، وغيرهما. كما كانت الدولة كلما أنشأت عدداً من المدارس العليا المتخصصة في شتى العلوم اختارت لها النابغين من أبناء الأزهر.

وعلى الرغم من ذلك استطاع الاستعمار، مع أمده الطويل وأساليبه الملتوية، أن يعوق حركة الأزهر في النمو والازدهار، فشن حروباً عنيفة ضد مريدي الاصلاح والتجديد فتقلّصت علوم الأزهر -لفترة ما- لتقتصر على العلوم الدينية واللغوية. ثم علت صيحات بعض المصلحين من أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وغيرهم، حتى قامت ثورة يوليو 1952م، فأزالت العقبات في طريق تطوير الأزهر الشريف ليكون منارة علم وإشعاع في كل علوم وفنون الحياة، وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها. وبهذا عادت للأزهر مكانته وعاد إليه دوره في نشر الثقافة الإسلامية والعربية وجميع فروع المعرفة.
كما ولا يزال للأزهر دور روحي خالد في مقاومة شتى تيارات الإلحاد والانحرافات والمذاهب الهدامة، والحملات التنصيرية المسمومة، ودعاة الفوضى والانحلال والإباحية. وهاهو الآن يقف كالطود الشامخ إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة ضد الإرهاب الأسود ودعاة الانحراف والإباحية، ويمثل غطاءً روحيّاً للمسلمين في شتى بقاع الأرض، ويبين الوجه المشرق والوسطية السمحة لهذا الدين الحنيف.

ولهذا كان الأزهر الشريف -ولايزال- مقصد طلاب العلوم والثقافة الإسلامية من شتى أنحاء العالم، وهو مصدر الدعوة الإسلامية إلى مختلف الأمم والشعوب، وباعث مئات العلماء إلى مختلف القارات.


رسالة الأزهر الشريف


لقد كان الأزهر، قبل صدور القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، يسير وفقاً للمرسوم رقم 26 لسنة 1936م، وهذا المرسوم يعتبر أسمى ماعرفه الأزهر من وسائل إصلاح قبل قيام ثورة يوليه 1952م، التي أدخلت التعديلات على هذا المرسوم حتى صدر القانون رقم 103 لسنة 1961م.

ولقد حدد هذا المرسوم بقانون الغرض من الجامع الأزهر تحديداً ضيقاً لا يتفق والرسالة التي يضطلع بها الأزهر الشريف في العالم الإسلامي، إذ حدد الغرض منه بالآتي :

.1 القيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها.

2. تخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس.

كما حدد هذا المرسوم أيضا اختصاص هيئة كبار العلماء تحديداً جعل مهمتها جوفاء، لا حياة فيها.

كما قصر هذا المرسوم كليات الأزهر على ثلاث، هي: كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية.

كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها.

وهكذا كان حال الأزهر إبان فترة الاحتلال البغيض حتى قيام ثورة يوليو 1952م التي أدخلت كثيراً من التعديلات على المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، ثم أصدرت القانون الحالي رقم 103 لسنة 1961م، الذي نص على إلغاء المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م والقوانين المعدلة له، وإبطال جميع مايخالف القانون الجديد من قوانين.

ولقد أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، إذ نصت على :

"الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربطبين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية".

ويرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي:

"شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر".

ثالثاً : الهيئات التي يشملها الأزهر الشريف ودور كل منها في إطار تحقيق الرسالة الشاملة له

لكي يؤدي الأزهرالشريف هذه الرسالة الشاملة، كان لابد من تنظيم الهيئات التي يشملها، وتحديد الجزء المنوط تنفيذه بكل منها من هذه الرسالة الشاملة، بما يحدث التفاعل والتناغم فيما بينها، من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، ولهذا حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م في مادته الثامنة هيئات الأزهر على النحو الآتي :

  • المجلس الأعلى للأزهر
وقد بينت المادة التاسعة من القانون رقم 103 لسنة 1961م تكوين المجلس الأعلى للأزهر، على النحو التالي:

- فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وله رئاسة المجلس
- فضيل وكيل الأزهر

- فضيلة رئيس جامعة الأزهر

- نواب رئيس جامعة الأزهر


- أقدم العمداء في كل فرع من فروع جامعة الأزهر بالمحافظات


- الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية


- المستشار القانوني لشيخ الأزهر

- الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر

- أربعة أعضاء من مجمع البحوث الإسلامية، يختارهم أعضاء المجمع لمدة سنتين، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر

- أحد وكلاء الوزارة من كل من وزارات: الأوقاف، والعدل، والتربية والتعليم، وشؤون الأزهر، والمالية، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر بناء على ترشيح الوزراء الممثلة وزاراتهم في المجلس.
ويختص المجلس الأعلى بالنظر في الأمور الآتية :

1) التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة القضايا الإسلامية الشاملة.

2) رسم السياسة التعليمية التي تسير عليها جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية، في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية واقتراح المواد والمقررات التي تدرس لتحقيق أغراض الأزهر.

3) النظر في مشروع ميزانية هيئات الأزهر وإعداد الحساب الختامي.

4) اقتراح إنشاء الكليات والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية.


5) قبول الأوقاف والوصايا والهبات، مع مراعاة أحكام المادة (6) من هذا القانون.


6) النظر في كل مشروع قانون أو قرار جمهوري يتعلق بأي شأن من شؤون الأزهر.


7) النظر في منح العالمية الفخرية لجامعة الأزهر أو إحدى كلياتها بناء على اقتراح الكلية أو الجامعة.


8)تشكيل اللجان الفنية الدائمة أو المؤقتة من بين أعضائه، أو غيرهم من المتخصصين، لبحث الموضوعات التي تدخل في اختصاصه.


9) تدبير أموال الأزهر واستثمارها وإدارتها.


10) النظرفيما يعهد إليه هذا القانون أو غيره من القوانين والقرارات واللوائح، وفيما يعرضه عليه شيخ الأزهر، وفي كل ما يرى المجلس فائدة في بحثه من المسائل التي تدخل في اختصاصه.
  • مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية هو نافذة الأزهر الشريف على العالم الخارجي من حوله، وهو امتداد لهيئة كبار العلماء السابق الإشارة إليها عند الحديث عن المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، إذ نصت المادة "10" من القانون رقم 103 لسنة 1961م على الآتي:

"مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة في كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي، وتجليتها في جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفي كل بيئة، وبيان الرأي فيما يَجِدُّ من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

وتعاون جامعة الأزهر في توجيه الدراسات الإسلامية العليا لدرجتي التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها.

وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون واجبات مجمع البحوث الإسلامية بالتفصيل الذي يساعد على تحقيق الغرض من إنشائه.

ومجمع البحوث الإسلامية يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة على النحو الآتي:

أ) مجلس مجمع البحوث الإسلامية:

ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضواً من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عدد، لا يزيد على العشرين، من غير مواطني جمهورية مصر العربية، وهذا يجعل لمجلس المجمع ميزة عالمية التشكيل التي تجعل له المرجعية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية. ويرأس مجلس المجمع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.

ومجلس المجمع يؤلف من بين أعضائه لجانا أساسية تختص كل منها بجانب من البحوث في مجال الثقافة الإسلامية، مثل: لجنة بحوث القرآن الكريم، ولجنة بحوث السنة النبوية الشريفة، ولجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة القدس والأقليات الإسلامية.. .. .. إلخ.

ويتولى مجلس مجمع البحوث الإسلامية ولجانه متابعة ودراسة القضايا والموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية ، والأحداث التي تموج بها، ويصدر بياناته المشتملة على رأي الشريعة الإسلامية فيها، هذا فضلا عن تتبع ما ينشر من بحوث عن الإسلام الحنيف وبها مغالطات وافتراءات، ومواجهتها بالرد والتصحيح. ومن هذا القبيل تشكيل لجنة دائمة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لحجز موقع على شبكة النيل الفضائية لشرح مبادىء الإسلام الصحيحة السمحة، والرد على ما ينشر ضد الإسلام على الشبكات الأخرى.

ب) أجهزة وإدارات مجمع البحوث الإسلامية :

الإدارة العامة للطلاب الوافدين :

يفتح الأزهر الشريف أبواب معاهده وجامعته لطلاب العلم من مختلف دول العالم للدراسة به، سواء على منح الأزهر، أو على منح الجهات المانحة الأخرى، أو على حسابهم الخاص. وتتولى الإدارة العامة للطلاب الوافدين استقبال الطلاب الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوجيه كل منهم للدراسة المناسبة لمستواه في المعاهد الأزهرية بمراحلها الثلاث، أو بجامعة الأزهر.

وقد بلغ عدد الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر عام 99 / 2000م أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة، منهم مايقرب من خمسة آلاف طالب وطالبة على منح الأزهر الشريف، والباقي إما على منح جهات أخرى غير الأزهر الشريف أو على حسابه الخاص.

مدينة البعوث الإسلامية :

مع تزايد عدد الطلاب الوافدين، ضاقت بهم أروقة الأزهر، الأمر الذي جعل إقامة مدينة للبعوث الإسلامية تخصص لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر أمراً ضرورياً، لذلك سارعت الدولة بإقامة مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة وأخرى بالإسكندرية، لتوفير المسكن والمأكل للطلاب الوافدين المقيمين بها، وتوفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لهم. ويقيم بمدينتي البعوث بالقاهرة والإسكندرية أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، ويجرى الآن إنشاء مدينة ثالثة للبعوث بمحافظة قنا لزيادة أعداد أبنائنا الطلاب الوافدين المستفيدين من أنواع الرعاية المشار إليها، فضلاً عن إعادة بناء بعض العمارات بمدينة البعوث بالقاهرة، لزيادة سعتها، وبناء عمارات إضافية بها.

المعاهد الأزهرية الخارجية :

ينشىء الأزهر الشريف بعض المعاهد الأزهرية في بعض الدول التي لا يستطيع الأزهر استقدام جميع الطلاب من أبنائها الراغبين في الدراسة بالأزهر، ولا تسمح إمكانات هذه الدول المادية بتحمل نفقات إيفادهم للدراسة بالأزهر.

وتسير هذه المعاهد الأزهرية الخارجية على نظام التعليم بالأزهر الشريف، خطة ومنهجاً وكتاباً، وتخضع للإشراف الفني للأزهر، ويقوم مجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية بإمداد هذه المعاهد بالمدرسين والكتب والمناهج الدراسية، وقد بلغ عدد هذه المعاهد الأزهرية الخارجية خمسة عشر معهداً منها ثلاثة عشر معهداً بإفريقيا، وواحد بكندا،وواحد بباكستان.

الإدارة العامة للبعوث الإسلامية :

يقوم الأزهر الشريف بإيفاد بعض علمائه للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامي، وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتعليم أبنائنا المسلمين في الخارج مبادىء الدين الإسلامي الحنيف وفرائضه وقيمه وتعاليمه السمحة، وذلك، سواء على نفقة الأزهر الشريف أو على نفقة الدول المستعيرة. وقد بلغ عدد الدول التي يوجد للأزهر علماء معارون إليها سبعة وثمانين دولة، وبلغ عدد العلماء المعارين على نفقة الأزهر - أي الذين يتحمل الأزهر مرتباتهم ونفقات سفرهم وبدل السكن والعلاج لهم - في العام الدراسي 99 / 2000م "902" مبعوثاً، وبلغ عدد المعارين والمتعاقدين على نفقة الدول المستعيرة "1600" معاراً ومتعاقداً تقريباً.

وتتولى الإدارة العامة للبعوث الإسلامية الإشراف على هؤلاء المبعوثين والمعارين وتحويل مرتباتهم وتنظيم شؤونهم .. .. .. إلخ.

الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة :

يتولى مجمع البحوث الإسلامية من خلال هذه الإدارة الإشراف على طبع مصحف الأزهر الشريف ومصحف المطابع الأميرية، وكذلك إصدار تصاريح طبع وتداول المصحف الشريف لدور النشر المختلفة بعد مراجعة الأصول >الأكليشيهات< وكذلك مراجعة الشرائط القرآنية للتأكد من خلوها من الأخطاء.

كما تتولى هذه الإدارة فحص المؤلفات الدينية، سواء كانت باللغة العربية أو الأجنبية، وسواء كانت بحثا أو كتابا أو شريطا أو فيلما أو لوحة .. .. إلخ، وذلك للتأكد من صلاحيتها وخلوها مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني >الوعظ والوعاظ<: font="font">

حيث يعمل بالوعظ ما يقرب من ألفي عالم من علماء الأزهر، يجوبون الآفاق من مراكز الشباب، والمصانع والشركات، والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية، ومعسكرات الجيش والشرطة، والسجون، والمحافل والمنتديات العامة، داعين الله بالحكمة والموعظة الحسنة شارحين للناس أمور دينهم، مبينين لهم سبيل الهداية والرشاد. هذا فضلاً عن مساهمتهم في إجراء المصالحات في المنازعات المختلفة، وهم يقومون بهذا الدور إلى جانب إخوانهم الأئمة بوزارة الأوقاف.

لجنة الفتوى :

حيث تتولى هذه اللجنة تلقي استفتاءات الجماهير من الداخل والخارج، سواء عن طريق المقابلات الشخصية أو الهاتف أو المراسلات، والرد عليها. وكذلك إشهار إسلام الراغبين في اعتناق الدين الإسلامي، وإعطائهم شهادات بذلك.

دار الكتب الأزهرية :

وتقوم على حفظ التراث العظيم الذي تضمه، والذي يبلغ عدده 116.133 كتاباً في مختلف العلوم والفنون، تقع في أكثر من نصف مليون مجلد، منها ما يزال مخطوطاً 40.000 كتاب.

وقد تم إنشاء مبنى حديث لها مكون من أربعة عشر طابقاً، به أربع قاعات للمطالعة، وإحدى وعشرون غرفة مجهزة بأحدث النظم المكتبية للراغبين في الاطلاع، تخصص واحدة منها لكل باحث، وقاعة للمكفوفين مزودة بأحدث الأجهزة العلمية.

ويجرى الآن إعداد قاعدة بيانات بيبلوجرافية لمطبوعات المكتبة لإدخالها على الحاسبات الآلية، وغير ذلك من إجراءات التطوير والتحديث للمكتبة الأزهرية، التي يجرى إنجازها لتصبح صرحاً من صروح المعرفة والإشعاع الثقافي لمصر والأزهر الشريف.

هذا وتقوم إدارة المكتبة باستقبال الباحثين والمطالعين من الداخل والخارج، وتقديم ما يحتاجون إليه من مخطوطات ومطبوعات في الفنون التي يرغبون البحث فيها.

إدارة أحياء التراث الإسلامي :

وتؤدي هذه الإدارة عملها في خدمة كتب التراث الإسلامي، وقد قامت بإصدار التفسير الوسيط للقرآن الكريم، وإصدار موسوعة في الحديث الشريف >جمع الجوامع للإمام السيوطي< صدر منها مطبوعاً سنن الأقوال، ويجري الآن تخريج بقية أحاديث الأفعال والمسانيد تمهيداً لطبعها.

كما تتولى هذه الإدارة إصدار سلسلة البحوث الإسلامية ، حيث يتم اختيار أفضل الكتب والأبحاث، وطبعها، وإصدار كتاب كل شهر.

مجلة الأزهر :

يصدر مجمع البحوث الإسلامية في مطلع كل شهر هجري مجلة الأزهر، حاملة رسالة الأزهر إلى جماهير المسلمين في الداخل والخارج، ومتابعة لمجريات الأحداث الإسلامية والعربية بدراسات موضوعية وتحليلات علمية لنخبة من العلماء الأجلاء.

اللجنة العليا للدعوة الإسلامية :

ينظم الأزهر الشريف دورات تدريبية للائمة والدعاة والوعاظ من دول العالم الإسلامي، مدة كل دورة ثلاث أشهر، يتم خلالها تدريب هؤلاء الدعاة على طرق الدعوة إلى سبيل الله تعالى وأساليبها، وما يجب أن يتحلى به الداعية من صفات وأخلاق حتى يستطيع تأدية الأمانة الملقاة على عاتقه على أكمل وجه، وليستطيع التأثير في الجماهير. كما يتم تنظيم محاضرات يلقيها عليهم أساتذة وعلماء الأزهر الشريف في كافة القضايا المعاصرة، وكيفية تعامل الداعية معها، ورأي الشريعة الإسلامية في هذه القضايا، حتى يجمع الداعية إلى القدوة الحسنة الإلمام بقضايا العصر، وكيفية معالجتها في ضوء تعاليم ومبادىء الشريعة الإسلامية الغراء، التي تذخر بالحلول الشافية والعلاج الناجع لكل مايهم الإنسان، أو يعترض طريق تقدم البشرية ورفاهيتها.

وهذا ويتحمل الأزهر الشريف نفقات استقدام هؤلاء الأئمة والدعاة وعودتهم إلى بلادهم، فضلا عن إقامتهم والإعاشة الكاملة لهم، وتوفير العلاج اللازم لهم في مستشفيات جامعة الأزهر، وتخصيص مبلغ "100 جنيه" كمصروف شهري لكل منهم خلال مدة الدورة، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم ليتعرفوا على معالم مصر الحضارية، وإهداء كل داعية أتم مدة الدورة مكتبة إسلامية شاملة من أمهات الكتب، لتعين الداعية على عمله بعد عودته إلى بلده، ويتم شحنها إلى بلادهم على نفقة الأزهر الشريف. وقد تدرب في هذه الدورات آلاف الأئمة والدعاة من مختلف دول العالم الإسلامي، منذ بدء إقامة هذه الدورات في عام 1985م.
  • قطاع المعاهد الأزهرية
ويتولى قطاع المعاهد الأزهرية الإشراف على العملية التعليمية بالمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، سواء كانت معاهد ابتدائية أو إعدادية، أو ثانوية، أو معلمين، أو قراءات، أي يختص بكل ما يتصل بالتعليم قبل الجامعي بالأزهر الشريف.

ولقد حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م أن الغرض من المعاهد الأزهرية هو تزويد تلاميذها بالقدر الكافي من الثقافة الإسلامية، والمعارف والخبرات التي يتزود بها نظراؤهم في المدارس الأخرى المماثلة، ليخرجوا إلى الحياة مزودين بوسائلها، وإعدادهم الإعداد الكامل لدخول كليات جامعة الأزهر، أو كليات الجامعات الأخرى في جمهورية مصر العربية.

ولهذا تم تقسيم المعاهد إلى مراحل دراسية ثلاث، هي: المعاهد الابتدائية والمعاهد الإعدادية والمعاهد الثانوية، على النحو التالي :

أ) المعاهد الإبتدائية :

ومدة الدراسة بها ست سنوات، ويدرس فيها التلميذ، بالإضافة إلى علوم الدين واللغة العربية، الحساب والهندسة والدراسات الاجتماعية، والعلوم والصحة والتربية الفنية، والتربية الزراعية (للبنين) والتربية النسوية (للبنات) والتربية الرياضية، واللغة الأجنبية. بالإضافة إلى حفظ ثمانية عشر جزءاً من القرآن الكريم.

ب) المعاهد الإعدادية :

ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح الطالب بعدها الشهادة الإعدادية الأزهرية، ويدرس فيها الطال : الفقه، والتوحيد، والحديث، والتفسير، والإنشاء والمطالعة، والنصوص، والنحو والصرف، والسيرة، والخط والإملاء، وتجويد القرآن الكريم، واللغة الأجنبية، والمواد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) والرياضيات (الجبر والهندسة) والعلوم والصحة، والتربية الفنية، والتربية الرياضية، والأشغال اليدوية (للبنين) والعلوم العملية (للبنات). بالإضافة إلى حفظ تسعة أجزاء من القرآن الكريم، مع مراعاة امتحان الطالب كل عام في المقرر عليه وما سبق حفظه.

جـ) المعاهد الثانوية :

ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح بعدها الطالب الشهادة الثانوية الأزهرية، وتنقسم إلى قسمين : أدبي وعلمي. ويدرس طالب القسم الأدبي : الفقه والتفسير وعلومه، والحديث وعلومه، والتوحيد، والنحو والصرف، والبلاغة والإنشاء والأدب، والعروض والقافية، والمطالعة، والمنطق، والفلسفة، واللغة الأجنبية، والتاريخ والجغرافيا، والتربية الفنية، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ ما بقى من القرآن الكريم وأداء الاختبار في القرآن الكريم كله.

ويدرس طالب القسم العلمي : الفقه، التوحيد، التفسير والحديث، والنحو، والصرف، والبلاغة، والأدب والنصوص، والمطالعة والقراءة الحرة، والإنشاء، واللغة الأجنبية، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والتاريخ الطبيعي، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم.

د) معاهد القراءات :

وهي معاهد أزهرية تُعِدُّ حفاظ القرآن الكريم لإجادة أدائه، وتعلم أحكامه ووجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، وغير ذلك من الدراسات المتعلقة بذات القرآن الكريم وحفظه ولا تتسع لها مناهج الدراسة بالمعاهد الأزهرية الأخرى. وهذه المعاهد تعد خريجها لتدريس مواد التجويد والقراءات بالمعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية، ولشغل وظائف المقارىء وإقامة الشعائر بوزارة الأوقاف.

هـ) معهد البعوث الإسلامية :

ويتولى هذا المعهد استقبال الطلا ب الوافدين من كافة أقطار العالم لتلقي العلوم الدينية والعربية بالأزهر الشريف، وإعدادهم لإتمام دراستهم بجامعة الأزهر.

و) معهد الدراسات الخاصة :

وهذا المعهد يدرس العلوم العربية والدينية للطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية الذين لا يريدون الحصول على مؤهل دراسي، وإنما يرغبون في تلقي دراسات في الدين واللغة العربية دون ارتباط بمناهج المعاهد الأزهرية الأخرى وخطتها. وكذلك الطلاب الوافدين الحاصلين علي مؤهلات دراسية تنقصها العلوم الدينية والعربية أو لتأهيل غير الناطقين بالعربية لدخول المعاهد الأزهرية الأخرى (الإعدادية والثانوية) بعد إجادتهم لنطق اللغة العربية.

هذا وقد بلغت المعاهد الأزهرية بأنواعها المختلفة أكثر من ستة ألاف معهد، يدرس فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون طالب وطالبة.
  • جامعة الأزهر
وتختص جامعة الأزهر الشريف بكل ما يتعلق بالتعليم العالي في الأزهر الشريف، وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه، كما تهتم ببعث التراث العلمي والفكري والروحي للشعوب العربية والإسلامية، وتعمل على تزويد العالم الإسلامي، والوطن العربي بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى التفقه في علوم العقيدة والشريعة ولغة القرآن الكريم، كفاية علمية وعملية تؤهلهم للمشاركة في كل أنواع النشاط والإنتاج والقدوة الطيبة، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما تعنى بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات العلمية والإسلامية العربية والأجنبية.

ولقد رأى القائمون على إعداد القانون رقم 103 لسنة 1961م ضرورة تنويع الدراسة بالأزهر الشريف، لتشمل إلى جانب علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، سائر العلوم والمعارف الأخرى، وذلك لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين للمشاركة في أنواع الإنتاج والنشاط الإنساني، وتأهيل عالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ليعود الأزهر كما كان يُخَرِّجُ علماء في مختلف العلوم والفنون في اللغة والشريعة، والطب والهندسة والفلك .. .. .. إلخ.

ولهذا تضمن القانون 103 لسنة 1961م إنشاء كليات للطب والهندسة والصيد لة، والزراعة والتجارة، واللغات والترجمة، والعلوم، والتربية، وطب الأسنان. بالإضافة إلى الكليات الأزهرية الأصلية، وهي : كلية الشريعة والقانون، كلية أصول الدين، كلية اللغة العربية، كلية الدراسات العربية والإسلامية، كلية الدعوة الإسلامية.

وقد ظلت فروع وكليات جامعة الأزهر -أنواعها المتعددة- تتزايد بمحافظات جمهورية مصر العربية، حتى تتستوعب خريجي المعاهد الأزهرية، حتى بلغت ما يقرب من ستين كلية.


شيوخ الأزهر


لم يجر النظام على أن يعين للأزهر شيخ تعيينا رسميّاً، منذ إنشائه إلى آخر القرن الحادي عشر الهجري، بل كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شؤونه.

ويرى بعض المؤرخين أن هذا المنصب استعمل في منتصف القرن السابع عشر الميلادي في اجتماع عقده باشا مصر، وكان شيخ الأزهر من بين الذين حضروا هذا الاجتماع.

مهما يكن من أمر فقد أنشىء منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شؤونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر.

وهذا ثبت بأسماء شيوخ الأزهر الشريف :
  • الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي المتوفى سنة 1101هـ / 1690م
  • الشيخ إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين البرماوي الشافعي ( 1101 هـ - 1106 هـ/ 1690 م- 1694م)
  • الشيخ محمد النشرتي المالكي ( 1106هـ - 1120 هـ / 1694م - 1708م)
  • الشيخ عبد الباقي القليني المالكي (1120 هـ-؟ / 1708م-؟)
  • الشيخ محمد شنن المالكي ( 1133هـ / 1721م)
  • الشيخ إبراهيم موسى الفيومي المالكي ( 1133 هـ - 1137هـ / 1721م - 1725م)
  • الشيخ عبدالله الشبراوي الشافعي ( 1137هـ - 1171 هـ / 1725م - 1757م)
  • الشيخ محمد سالم الحفني الشافعي (1171هـ -1181 هـ / 1757م - 1767م)
  • الشيخ عبد الرؤوف السجيني الشافعي (1181هـ - 1182 هـ / 1767م - 1768م)
  • الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري الشافعي (1182هـ -1190 هـ / 1767م -1776م)
ثم عطلت المشيخة حينا ً بسبب نزاع وشغب بين الحنفية والشافعية .
  • الشيخ أحمد العروسي الشافعي 1192هـ - 1208 هـ / 1778م - 1793م
  • الشيخ عبدالله الشرقاوي الشافعي 1208هـ - 1227 هـ / 1793م - 1812م
  • الشيخ محمد الشنواني الشافعي 1227هـ - 1233هـ / 1812م - 1818م
  • الشيخ محمد أحمد العروسي الشافعي 1233هـ - 1245 هـ / 1818م - 1829م
  • الشيخ أحمد بن علي الدمهوجي الشافعي (1245هـ - 1246 هـ / 1829م - 1830م)
  • الشيخ حسن بن محمد العطار (1246هـ - 1250 هـ / 1830م - 1834م)
  • الشيخ حسن القويسني الشافعي (1250هـ - 1254 هـ / 1834م - 1838م)
  • الشيخ أحمد عبد الجواد الشافعي ( 1254هـ -1263 هـ / 1838م - 1847م)
  • الشيخ إبراهيم البيجوري الشافعي ( 1263 هـ -1277 هـ / 1847م - 1860م)
حدثت اضطرابات في الأزهر، فبقى بلا شيخ، و تم تعيين أربعة وكلاء نيابة عن الشيخ البيجوري للقيام بشؤون الجامع، ولما توفي سنة 1277هـ (1860م) استمروا في القيام بشؤون الأزهر حتى عين الشيخ العروسي.
  • الشيخ مصطفى العروسي (1281هـ - 1287 هـ / 1864م - 1870م)
  • الشيخ محمد المهدي العباسي الحنفي (1287هـ - 1299 هـ / 1870م - 1882م)
  • الشيخ شمس الدين الإنبابي الشافعي (1299هـ - 1313 هـ / 1882م - 1896م)
  • الشيخ حسونة النواوي الحنفي (1313هـ - 1317 هـ / 1896م - 1900م)
  • الشيخ عبد الرحمن القطب الحنفي النواوي ( 1317هـ /1900م)
  • الشيخ سليم البشري المالكي (1317هـ - 1320 هـ / 1900م -1904م)
  • السيد علي بن محمد الببلاوي، استقال في شهر محرم عام 1323 هـ / 1905م
  • الشيخ عبد الرحمان الشربيني، استقال سنة 1327 هـ/ 1909م
  • الشيخ حسونة بن عبد الله النواوي، استقال في العام نفسه (1327 هـ - 1909م)
  • الشيخ سليم البشري إلى سنة 1335 هـ/ 1916م
  • الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي (14 ذي الحجة 1325هـ - 1348 هـ / 1907م - 1928م)
  • الشيخ محمد مصطفى المراغي الحنفي : من 1928م إلى أن استقال سنة 1930م
  • الشيخ محمد الأحمدي الظواهري ( 1930م - 1935م)
  • الشيخ محمد مصطفى المراغي "للمرة الثانية" (1935م - 1945م)
  • الشيخ مصطفى عبد الرازق (1945م - 1947م)
  • الشيخ محمد مأمون الشناوي (1948م - 1950م)
  • الشيخ عبد المجيد سليم (1950م - 1951م)
  • الشيخ إبراهيم حمروش (1951م - 1952م)
  • الشيخ عبد المجيد سليم "للمرة الثانية" (1952م - 1952م)
  • الشيخ محمد الخضر حسين (1952م - 1954م)
  • الشيخ عبد الرحمن تاج (1954م - 1958م)
  • الشيخ محمود شتلوت (1958م - 1963م)
  • الشيخ حسن مأمون (1963م - 1969م)
  • الدكتور محمد الفحام (1969م - 1973م)
  • الدكتور عبد الحليم محمود (1973م - 1978م)
  • الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار (1979م - 1982م)
  • الشيخ جاد الحق علي جاد الحق (1982م - 1996م)
  • الدكتور محمد سيد طنطاوي (1996م)
خاتمة


مما تقدم يتضح أن الأزهر الشريف لم يكن مسجداً تقام فيه الصلاة فحسب، بل كان -ولايزال- جامعاً وجامعة، ومصدر إشعاع ثقافي وفكري، ومبعث حضارة مادية وروحية، وقلعة حصينة للعروبة وللإسلام بوسطيته واعتداله. وكان علماؤه الأعلام رجال فكر، وزعماء إصلاح، وقواد ثورة، وبهذا استطاعوا أن يحملوا أمانة الرسالة، وأن يكونوا ورثة الأنبياء، كما قال رسول الله .

ولهذا لانكون مبالغين إذا قلنا إن تاريخ الأزهر الشريف هو تاريخ للحضارة والثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري وحتى الآن، وتدوين تاريخ الأزهر الشريف هو تدوين لألوان هذه الثقافة وتلك الحضارة في مختلف العصور، وما بلغته من نمو وازدهار، أو صادفته من قيود وأغلال.

كما أن أمجاد الأزهرالشريف ودوره القيادي على مدى أكثر من عشرة قرون في حماية العالم الإسلامي من الانهيار أمام جحافل الصليبيين، وأمام طغاة الحكام وعدوان المستعمرين والعتاة، وسيرة علمائه ومؤلفاتهم العلمية وآثارهم القيادية، تستوعب العديد والعديد من المؤلفات.

ونسأل الله عز وجل أن يحفظ الأزهر الشريف قلعة حصينة للشريعة الإسلامية، وقبلة لطلاب العلم والمعرفة من مشارق الأرض ومغاربها، إنه تعالى أكرم مسؤول وخير مأمول.
__________________