نبذة مختصرة عن تاريخ الأزهر الشريف
يرجع الفضل في تأسيس الجامع الأزهر إلى الفاطميين، الذين فتحوا مصر في عهد الخليفة المعز لدين الله، الذي أرسل قائده جوهر الصقلى لفتح مصر، فسار بحملته حتى دخل الفسطاط في يوم 11 من شعبان سنة 358 هـ /يوليه 969م، ووضع أساس مدينة القاهرة في يوم 17 من شعبان سنة 358 هـ كما وضع أساس قصر للخليفة المعز لدين اللَّه، ثم وضع آساس الجامع الأزهر في يوم 14 من شعبان سنة 359هـ / 970م ، واستغرق بناؤه قرابة سنتين، وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في السابع من رمضان سنة 361 هـ / 972م.
ولم يلبث الأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم، يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف والفنون، ففي سنة 378هـ / 988م أشار البعض على الخليفة العزيز بالله بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والعقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه من كافة الأقطار. وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون.
وقد حرص الخلفاء الفاطميون على تزويد الجامع الأزهر بالكثير من الكتب والمراجع حتى يتيسر للطلاب الوافدين عليه الإطلاع عليها، كما حرصوا على تخصيص موارد للإنفاق عليه، فوقفوا عليه الأحباس، وحذا حذوهم كثير من العظماء والأثرياء من أهل الخيرمن مختلف الدول، فأنفقوا على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، وعلى رواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والطلاب من مختلف المذاهب الفقهية.
ولقد اضطلع الأزهر الشريف -منذ فجر تاريخه- بأدوار سياسية وثقافية وروحية خالدة، ليس في تاريخ مصر فحسب، بل في تاريخ الأمم الإسلامية والعربية على مر العصور.
فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم والجور وأقر العدل ونشر الأمان، فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات. ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات، وكان العامة إذا وقع عليهم ظلم أو اغتصب الأمراء المستبدون حقوقهم، هرعوا جماعات إلى الجامع الأزهر في هتاف وصياح، فيفض العلماء حلقات الدراسة ويغلقون أبواب الأزهر ويستمعون إلى شكاية المستغيثين، ونضرب لهذا مثلا ماذكره الجبرتي المؤرخ المشهور أن حسين بك المعروف بـ "شفت" أحد أمراء المماليك، وكان طاغية جباراً يصادر أموال الرعية ويتهجم على البيوت ، وأنه ذهب إلى بيت أحمد سالم الجزار، شيخ دراويش البيومي، فنهب مافيه حتى الفرش وحلي النساء، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر، ومعهم الطبول والتف حولهم العامة وبأيديهم العصيّ ، وتفرقوا في أنحاء الأزهر وأغلقوا أبوابه وصعد بعضهم إلى مآذنه يصيحون ويضربون الطبول.. .. وقابلوا الشيخ الدردير وذكروا له ما حدث، فغضب لحرمات الله وقال لهم :"في غد نجمع الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوت المماليك كما ينهبون بيوتنا، ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم، فارتاع المماليك وأوفدوا رسلهم إل الشيخ الدردير نادمين طالبين إليه أن يرسل قائمة بما نهبه حسين بك وجنوده ليردوه إليه، وفعلا ردوا إليه جميع ما أغتصبوه".
وكثيرا ما كانوا يلفتون نظر الحكام إلى أن طاعة الحاكم واجبة إذا لم يخالف الشرع، وأن قاعدة الحكومة الإسلامية أنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وفي أحد المواقف صب الشيخ "علي الصعيدي" غضبه على الأمير يوسف بك الكبير -في وجهه- ، ولعن من باعه، ومن اشتراه، ومن جعله أميراً، فاسترضاه الأمير ونزل على مشورته وأخذ بآرائه.
وكان الشيخ الدردير شجاعاً مقداماً لايخشى في الحق لومة لائم. وقد حدث يوماً وهو في مولد السيد البدوي أن صادر أحد الحكام أموال بعض الرعية، فطلب من بعض أتباعه أن يذهبوا إلى هذا الحاكم ليطلبوا إليه رد الأموال المغصوبة، ولكنهم خشوا أن يذهبوا إليه فركب الشيخ بنفسه وتبعه كثير من العامة حتى دخل خيمة هذا الحاكم وهو راكب بغلته، وأغلظ له القول، فاضطر إلى إرضائه وإرجاع ما اغتصبه من أموال . وفي سنة 1209هـ /سنة 1795م، حدث عدوان من أمراء المماليك على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي، فغضب وتوجه إلى الأزهر فجمع شيوخه، وأغلقوا أبوابه، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر، وركب الشيوخ في اليوم التالي وتبعهم كثير من الناس إلى بيت الشيخ محمد السادات، واحتشدت جموع عديدة من الشعب، فأرسل إليهم الأمراء أحدهم، وهو أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم، فقالوا : نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (أي الضرائب)، وخشى إبراهيم بك زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى العلماء، وكانوا يقضون ليلتهم داخل الأزهر، قائلاً لهم : إنه يؤيدهم في غضبهم ويبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك، وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة، فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين.
ولكن العلماء لم يقنعوا بهذا، بل أصروا على وضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان، فاجتمع الأمراء وأرسلوا إلى العلماء فحضر منهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير، وكان هؤلاء رسل الثورة وقوادها، وطال الجدل بين الشيوخ والأمراء، ثم انتهى بأن أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا ما اشترطه عليهم العلماء، وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب المحدثة، ويأمرون اتباعهم بالكف عن سلب أموال الناس، ويرسلون أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهما، ويسيرون في الناس سيرة حسنة.
وكان قاضي القضاة حاضراً هذا المجلس فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد، وانصرف العلماء من هذا المجلس وسط جموع الشعب التي أعلنت بهجتها بهذه الوثيقة الخالدة التي هي أشبه بوثيقة حقوق الإنسان.
كما استطاع الشعب بقيادة علماء الأزهر عزل الوالي المستبد خورشيد باشا حينما ثاروا عليه وطلبوا من السلطان العثماني عزله، فنزل السلطان العثماني على رغبتهم وعزله.
وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم، فانبعثت من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى والثانية، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه، ورحل الفرنسيون عن مصر.
وكذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فريزر.
واستطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي الذي ارتضوه، وهو محمد على باشا، بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بالعدل بين الرعية، إلا أنه نقض ما أبرمه من عهد وخان ما بذله من وعد واستبد بالحكم، فثار عليه علماء الأزهر بقيادة عمر مكرم، فلاينهم محمد علي حتى استطاع أن ينفي عمر مكرم ويشرد باقي العلماء.
وكذلك كان علماء الأزهر في عهد خلفاء محمد علي، يشعلون الثورة ضد هذه الأسر الباغية كلما انتهكت الحرمات، وواصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء. ومن فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، فكانت صيحة مدوية في أسماع العاملين، وانتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب. وهكذا كان موقف الأزهر الشريف وعلمائه من الحياة العامة والسياسية جهادا ً في سبيل الله وفي سبيل الوطن ودفعا للظلم والعدوان، ولا غرو فالإسلام دين ودولة.
كما كان للأزهر أيضاً دور علمي وثقافي عظيم بَثَّ إشعاع المعرفة في شتى أقطار العالم ، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصور التدهور و الانحطاط، وإبان سيادة الاستعمار الغربي على الأقطار العربية.
ولم يقتصر دور الأزهر العلمي والثقافي على العلوم الدينية واللغوية -كما يظن الكثيرون- ولكن كان الأزهر يستمد ثقافته من ثقافة الإسلام، التي لا تفرق بين شتى المعارف والعلوم التي تخدم البشرية في شتى المجالات، كما أوضح الشارع الحكيم، ولهذا كان علماء الأزهر يدرسون جميع أنواع العلوم والفنون، فكان منهم الفقيه والطبيب والمهندس والفلكي والكيميائي والجغرافي والرحالة.... إلخ.
ولهذا حينما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعا إلا في رحاب الأزهر الشريف، فكان معظم المبعوثين إلى أوروبا من رجاله النابهين، من أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، وغيرهما. كما كانت الدولة كلما أنشأت عدداً من المدارس العليا المتخصصة في شتى العلوم اختارت لها النابغين من أبناء الأزهر.
وعلى الرغم من ذلك استطاع الاستعمار، مع أمده الطويل وأساليبه الملتوية، أن يعوق حركة الأزهر في النمو والازدهار، فشن حروباً عنيفة ضد مريدي الاصلاح والتجديد فتقلّصت علوم الأزهر -لفترة ما- لتقتصر على العلوم الدينية واللغوية. ثم علت صيحات بعض المصلحين من أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وغيرهم، حتى قامت ثورة يوليو 1952م، فأزالت العقبات في طريق تطوير الأزهر الشريف ليكون منارة علم وإشعاع في كل علوم وفنون الحياة، وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها. وبهذا عادت للأزهر مكانته وعاد إليه دوره في نشر الثقافة الإسلامية والعربية وجميع فروع المعرفة.
كما ولا يزال للأزهر دور روحي خالد في مقاومة شتى تيارات الإلحاد والانحرافات والمذاهب الهدامة، والحملات التنصيرية المسمومة، ودعاة الفوضى والانحلال والإباحية. وهاهو الآن يقف كالطود الشامخ إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة ضد الإرهاب الأسود ودعاة الانحراف والإباحية، ويمثل غطاءً روحيّاً للمسلمين في شتى بقاع الأرض، ويبين الوجه المشرق والوسطية السمحة لهذا الدين الحنيف.
ولهذا كان الأزهر الشريف -ولايزال- مقصد طلاب العلوم والثقافة الإسلامية من شتى أنحاء العالم، وهو مصدر الدعوة الإسلامية إلى مختلف الأمم والشعوب، وباعث مئات العلماء إلى مختلف القارات.
رسالة الأزهر الشريف
لقد كان الأزهر، قبل صدور القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، يسير وفقاً للمرسوم رقم 26 لسنة 1936م، وهذا المرسوم يعتبر أسمى ماعرفه الأزهر من وسائل إصلاح قبل قيام ثورة يوليه 1952م، التي أدخلت التعديلات على هذا المرسوم حتى صدر القانون رقم 103 لسنة 1961م.
ولقد حدد هذا المرسوم بقانون الغرض من الجامع الأزهر تحديداً ضيقاً لا يتفق والرسالة التي يضطلع بها الأزهر الشريف في العالم الإسلامي، إذ حدد الغرض منه بالآتي :
.1 القيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها.
2. تخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس.
كما حدد هذا المرسوم أيضا اختصاص هيئة كبار العلماء تحديداً جعل مهمتها جوفاء، لا حياة فيها.
كما قصر هذا المرسوم كليات الأزهر على ثلاث، هي: كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية.
كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها.
وهكذا كان حال الأزهر إبان فترة الاحتلال البغيض حتى قيام ثورة يوليو 1952م التي أدخلت كثيراً من التعديلات على المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م، ثم أصدرت القانون الحالي رقم 103 لسنة 1961م، الذي نص على إلغاء المرسوم بقانون رقم 26 لسنة 1936م والقوانين المعدلة له، وإبطال جميع مايخالف القانون الجديد من قوانين.
ولقد أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، إذ نصت على :
"الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربطبين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية".
ويرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي:
"شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر".
ثالثاً : الهيئات التي يشملها الأزهر الشريف ودور كل منها في إطار تحقيق الرسالة الشاملة له
لكي يؤدي الأزهرالشريف هذه الرسالة الشاملة، كان لابد من تنظيم الهيئات التي يشملها، وتحديد الجزء المنوط تنفيذه بكل منها من هذه الرسالة الشاملة، بما يحدث التفاعل والتناغم فيما بينها، من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، ولهذا حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م في مادته الثامنة هيئات الأزهر على النحو الآتي :
- المجلس الأعلى للأزهر
- فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وله رئاسة المجلس
- فضيل وكيل الأزهر
- فضيلة رئيس جامعة الأزهر
- نواب رئيس جامعة الأزهر
- أقدم العمداء في كل فرع من فروع جامعة الأزهر بالمحافظات
- الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
- المستشار القانوني لشيخ الأزهر
- الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر
- أربعة أعضاء من مجمع البحوث الإسلامية، يختارهم أعضاء المجمع لمدة سنتين، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر
- أحد وكلاء الوزارة من كل من وزارات: الأوقاف، والعدل، والتربية والتعليم، وشؤون الأزهر، والمالية، ويصدر بتعيينهم قرار من شيخ الأزهر بناء على ترشيح الوزراء الممثلة وزاراتهم في المجلس.
ويختص المجلس الأعلى بالنظر في الأمور الآتية :
1) التخطيط ورسم السياسة العامة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل لها في خدمة القضايا الإسلامية الشاملة.
2) رسم السياسة التعليمية التي تسير عليها جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية، في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية واقتراح المواد والمقررات التي تدرس لتحقيق أغراض الأزهر.
3) النظر في مشروع ميزانية هيئات الأزهر وإعداد الحساب الختامي.
4) اقتراح إنشاء الكليات والمعاهد الأزهرية والأقسام التعليمية.
5) قبول الأوقاف والوصايا والهبات، مع مراعاة أحكام المادة (6) من هذا القانون.
6) النظر في كل مشروع قانون أو قرار جمهوري يتعلق بأي شأن من شؤون الأزهر.
7) النظر في منح العالمية الفخرية لجامعة الأزهر أو إحدى كلياتها بناء على اقتراح الكلية أو الجامعة.
8)تشكيل اللجان الفنية الدائمة أو المؤقتة من بين أعضائه، أو غيرهم من المتخصصين، لبحث الموضوعات التي تدخل في اختصاصه.
9) تدبير أموال الأزهر واستثمارها وإدارتها.
10) النظرفيما يعهد إليه هذا القانون أو غيره من القوانين والقرارات واللوائح، وفيما يعرضه عليه شيخ الأزهر، وفي كل ما يرى المجلس فائدة في بحثه من المسائل التي تدخل في اختصاصه.
- مجمع البحوث الإسلامية
"مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة العليا للبحوث الإسلامية، وتقوم بالدراسة في كل ما يتصل بهذه البحوث، وتعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي، وتجليتها في جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفي كل بيئة، وبيان الرأي فيما يَجِدُّ من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة، وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وتعاون جامعة الأزهر في توجيه الدراسات الإسلامية العليا لدرجتي التخصص والعالمية والإشراف عليها والمشاركة في امتحاناتها.
وتحدد اللائحة التنفيذية لهذا القانون واجبات مجمع البحوث الإسلامية بالتفصيل الذي يساعد على تحقيق الغرض من إنشائه.
ومجمع البحوث الإسلامية يؤدي رسالته في إطار الرسالة الشاملة للأزهر الشريف من خلال مجلسه ولجانه وإداراته المتعددة على النحو الآتي:
أ) مجلس مجمع البحوث الإسلامية:
ويتألف من عدد لا يزيد على خمسين عضواً من كبار علماء الإسلام، يمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عدد، لا يزيد على العشرين، من غير مواطني جمهورية مصر العربية، وهذا يجعل لمجلس المجمع ميزة عالمية التشكيل التي تجعل له المرجعية فيما يتعلق بالبحوث الإسلامية. ويرأس مجلس المجمع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
ومجلس المجمع يؤلف من بين أعضائه لجانا أساسية تختص كل منها بجانب من البحوث في مجال الثقافة الإسلامية، مثل: لجنة بحوث القرآن الكريم، ولجنة بحوث السنة النبوية الشريفة، ولجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة القدس والأقليات الإسلامية.. .. .. إلخ.
ويتولى مجلس مجمع البحوث الإسلامية ولجانه متابعة ودراسة القضايا والموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية ، والأحداث التي تموج بها، ويصدر بياناته المشتملة على رأي الشريعة الإسلامية فيها، هذا فضلا عن تتبع ما ينشر من بحوث عن الإسلام الحنيف وبها مغالطات وافتراءات، ومواجهتها بالرد والتصحيح. ومن هذا القبيل تشكيل لجنة دائمة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لحجز موقع على شبكة النيل الفضائية لشرح مبادىء الإسلام الصحيحة السمحة، والرد على ما ينشر ضد الإسلام على الشبكات الأخرى.
ب) أجهزة وإدارات مجمع البحوث الإسلامية :
الإدارة العامة للطلاب الوافدين :
يفتح الأزهر الشريف أبواب معاهده وجامعته لطلاب العلم من مختلف دول العالم للدراسة به، سواء على منح الأزهر، أو على منح الجهات المانحة الأخرى، أو على حسابهم الخاص. وتتولى الإدارة العامة للطلاب الوافدين استقبال الطلاب الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها، وتوجيه كل منهم للدراسة المناسبة لمستواه في المعاهد الأزهرية بمراحلها الثلاث، أو بجامعة الأزهر.
وقد بلغ عدد الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر عام 99 / 2000م أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة، منهم مايقرب من خمسة آلاف طالب وطالبة على منح الأزهر الشريف، والباقي إما على منح جهات أخرى غير الأزهر الشريف أو على حسابه الخاص.
مدينة البعوث الإسلامية :
مع تزايد عدد الطلاب الوافدين، ضاقت بهم أروقة الأزهر، الأمر الذي جعل إقامة مدينة للبعوث الإسلامية تخصص لإقامة وإعاشة الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر أمراً ضرورياً، لذلك سارعت الدولة بإقامة مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة وأخرى بالإسكندرية، لتوفير المسكن والمأكل للطلاب الوافدين المقيمين بها، وتوفير الرعاية المعيشية والاجتماعية والثقافية والرياضية والطبية لهم. ويقيم بمدينتي البعوث بالقاهرة والإسكندرية أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، ويجرى الآن إنشاء مدينة ثالثة للبعوث بمحافظة قنا لزيادة أعداد أبنائنا الطلاب الوافدين المستفيدين من أنواع الرعاية المشار إليها، فضلاً عن إعادة بناء بعض العمارات بمدينة البعوث بالقاهرة، لزيادة سعتها، وبناء عمارات إضافية بها.
المعاهد الأزهرية الخارجية :
ينشىء الأزهر الشريف بعض المعاهد الأزهرية في بعض الدول التي لا يستطيع الأزهر استقدام جميع الطلاب من أبنائها الراغبين في الدراسة بالأزهر، ولا تسمح إمكانات هذه الدول المادية بتحمل نفقات إيفادهم للدراسة بالأزهر.
وتسير هذه المعاهد الأزهرية الخارجية على نظام التعليم بالأزهر الشريف، خطة ومنهجاً وكتاباً، وتخضع للإشراف الفني للأزهر، ويقوم مجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية بإمداد هذه المعاهد بالمدرسين والكتب والمناهج الدراسية، وقد بلغ عدد هذه المعاهد الأزهرية الخارجية خمسة عشر معهداً منها ثلاثة عشر معهداً بإفريقيا، وواحد بكندا،وواحد بباكستان.
الإدارة العامة للبعوث الإسلامية :
يقوم الأزهر الشريف بإيفاد بعض علمائه للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامي، وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتعليم أبنائنا المسلمين في الخارج مبادىء الدين الإسلامي الحنيف وفرائضه وقيمه وتعاليمه السمحة، وذلك، سواء على نفقة الأزهر الشريف أو على نفقة الدول المستعيرة. وقد بلغ عدد الدول التي يوجد للأزهر علماء معارون إليها سبعة وثمانين دولة، وبلغ عدد العلماء المعارين على نفقة الأزهر - أي الذين يتحمل الأزهر مرتباتهم ونفقات سفرهم وبدل السكن والعلاج لهم - في العام الدراسي 99 / 2000م "902" مبعوثاً، وبلغ عدد المعارين والمتعاقدين على نفقة الدول المستعيرة "1600" معاراً ومتعاقداً تقريباً.
وتتولى الإدارة العامة للبعوث الإسلامية الإشراف على هؤلاء المبعوثين والمعارين وتحويل مرتباتهم وتنظيم شؤونهم .. .. .. إلخ.
الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة :
يتولى مجمع البحوث الإسلامية من خلال هذه الإدارة الإشراف على طبع مصحف الأزهر الشريف ومصحف المطابع الأميرية، وكذلك إصدار تصاريح طبع وتداول المصحف الشريف لدور النشر المختلفة بعد مراجعة الأصول >الأكليشيهات< وكذلك مراجعة الشرائط القرآنية للتأكد من خلوها من الأخطاء.
كما تتولى هذه الإدارة فحص المؤلفات الدينية، سواء كانت باللغة العربية أو الأجنبية، وسواء كانت بحثا أو كتابا أو شريطا أو فيلما أو لوحة .. .. إلخ، وذلك للتأكد من صلاحيتها وخلوها مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني >الوعظ والوعاظ<: font="font">
حيث يعمل بالوعظ ما يقرب من ألفي عالم من علماء الأزهر، يجوبون الآفاق من مراكز الشباب، والمصانع والشركات، والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية، ومعسكرات الجيش والشرطة، والسجون، والمحافل والمنتديات العامة، داعين الله بالحكمة والموعظة الحسنة شارحين للناس أمور دينهم، مبينين لهم سبيل الهداية والرشاد. هذا فضلاً عن مساهمتهم في إجراء المصالحات في المنازعات المختلفة، وهم يقومون بهذا الدور إلى جانب إخوانهم الأئمة بوزارة الأوقاف.
لجنة الفتوى :
حيث تتولى هذه اللجنة تلقي استفتاءات الجماهير من الداخل والخارج، سواء عن طريق المقابلات الشخصية أو الهاتف أو المراسلات، والرد عليها. وكذلك إشهار إسلام الراغبين في اعتناق الدين الإسلامي، وإعطائهم شهادات بذلك.
دار الكتب الأزهرية :
وتقوم على حفظ التراث العظيم الذي تضمه، والذي يبلغ عدده 116.133 كتاباً في مختلف العلوم والفنون، تقع في أكثر من نصف مليون مجلد، منها ما يزال مخطوطاً 40.000 كتاب.
وقد تم إنشاء مبنى حديث لها مكون من أربعة عشر طابقاً، به أربع قاعات للمطالعة، وإحدى وعشرون غرفة مجهزة بأحدث النظم المكتبية للراغبين في الاطلاع، تخصص واحدة منها لكل باحث، وقاعة للمكفوفين مزودة بأحدث الأجهزة العلمية.
ويجرى الآن إعداد قاعدة بيانات بيبلوجرافية لمطبوعات المكتبة لإدخالها على الحاسبات الآلية، وغير ذلك من إجراءات التطوير والتحديث للمكتبة الأزهرية، التي يجرى إنجازها لتصبح صرحاً من صروح المعرفة والإشعاع الثقافي لمصر والأزهر الشريف.
هذا وتقوم إدارة المكتبة باستقبال الباحثين والمطالعين من الداخل والخارج، وتقديم ما يحتاجون إليه من مخطوطات ومطبوعات في الفنون التي يرغبون البحث فيها.
إدارة أحياء التراث الإسلامي :
وتؤدي هذه الإدارة عملها في خدمة كتب التراث الإسلامي، وقد قامت بإصدار التفسير الوسيط للقرآن الكريم، وإصدار موسوعة في الحديث الشريف >جمع الجوامع للإمام السيوطي< صدر منها مطبوعاً سنن الأقوال، ويجري الآن تخريج بقية أحاديث الأفعال والمسانيد تمهيداً لطبعها.
كما تتولى هذه الإدارة إصدار سلسلة البحوث الإسلامية ، حيث يتم اختيار أفضل الكتب والأبحاث، وطبعها، وإصدار كتاب كل شهر.
مجلة الأزهر :
يصدر مجمع البحوث الإسلامية في مطلع كل شهر هجري مجلة الأزهر، حاملة رسالة الأزهر إلى جماهير المسلمين في الداخل والخارج، ومتابعة لمجريات الأحداث الإسلامية والعربية بدراسات موضوعية وتحليلات علمية لنخبة من العلماء الأجلاء.
اللجنة العليا للدعوة الإسلامية :
ينظم الأزهر الشريف دورات تدريبية للائمة والدعاة والوعاظ من دول العالم الإسلامي، مدة كل دورة ثلاث أشهر، يتم خلالها تدريب هؤلاء الدعاة على طرق الدعوة إلى سبيل الله تعالى وأساليبها، وما يجب أن يتحلى به الداعية من صفات وأخلاق حتى يستطيع تأدية الأمانة الملقاة على عاتقه على أكمل وجه، وليستطيع التأثير في الجماهير. كما يتم تنظيم محاضرات يلقيها عليهم أساتذة وعلماء الأزهر الشريف في كافة القضايا المعاصرة، وكيفية تعامل الداعية معها، ورأي الشريعة الإسلامية في هذه القضايا، حتى يجمع الداعية إلى القدوة الحسنة الإلمام بقضايا العصر، وكيفية معالجتها في ضوء تعاليم ومبادىء الشريعة الإسلامية الغراء، التي تذخر بالحلول الشافية والعلاج الناجع لكل مايهم الإنسان، أو يعترض طريق تقدم البشرية ورفاهيتها.
وهذا ويتحمل الأزهر الشريف نفقات استقدام هؤلاء الأئمة والدعاة وعودتهم إلى بلادهم، فضلا عن إقامتهم والإعاشة الكاملة لهم، وتوفير العلاج اللازم لهم في مستشفيات جامعة الأزهر، وتخصيص مبلغ "100 جنيه" كمصروف شهري لكل منهم خلال مدة الدورة، وتنظيم رحلات ترفيهية لهم ليتعرفوا على معالم مصر الحضارية، وإهداء كل داعية أتم مدة الدورة مكتبة إسلامية شاملة من أمهات الكتب، لتعين الداعية على عمله بعد عودته إلى بلده، ويتم شحنها إلى بلادهم على نفقة الأزهر الشريف. وقد تدرب في هذه الدورات آلاف الأئمة والدعاة من مختلف دول العالم الإسلامي، منذ بدء إقامة هذه الدورات في عام 1985م.
- قطاع المعاهد الأزهرية
ولقد حدد القانون رقم 103 لسنة 1961م أن الغرض من المعاهد الأزهرية هو تزويد تلاميذها بالقدر الكافي من الثقافة الإسلامية، والمعارف والخبرات التي يتزود بها نظراؤهم في المدارس الأخرى المماثلة، ليخرجوا إلى الحياة مزودين بوسائلها، وإعدادهم الإعداد الكامل لدخول كليات جامعة الأزهر، أو كليات الجامعات الأخرى في جمهورية مصر العربية.
ولهذا تم تقسيم المعاهد إلى مراحل دراسية ثلاث، هي: المعاهد الابتدائية والمعاهد الإعدادية والمعاهد الثانوية، على النحو التالي :
أ) المعاهد الإبتدائية :
ومدة الدراسة بها ست سنوات، ويدرس فيها التلميذ، بالإضافة إلى علوم الدين واللغة العربية، الحساب والهندسة والدراسات الاجتماعية، والعلوم والصحة والتربية الفنية، والتربية الزراعية (للبنين) والتربية النسوية (للبنات) والتربية الرياضية، واللغة الأجنبية. بالإضافة إلى حفظ ثمانية عشر جزءاً من القرآن الكريم.
ب) المعاهد الإعدادية :
ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح الطالب بعدها الشهادة الإعدادية الأزهرية، ويدرس فيها الطال : الفقه، والتوحيد، والحديث، والتفسير، والإنشاء والمطالعة، والنصوص، والنحو والصرف، والسيرة، والخط والإملاء، وتجويد القرآن الكريم، واللغة الأجنبية، والمواد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية) والرياضيات (الجبر والهندسة) والعلوم والصحة، والتربية الفنية، والتربية الرياضية، والأشغال اليدوية (للبنين) والعلوم العملية (للبنات). بالإضافة إلى حفظ تسعة أجزاء من القرآن الكريم، مع مراعاة امتحان الطالب كل عام في المقرر عليه وما سبق حفظه.
جـ) المعاهد الثانوية :
ومدة الدراسة بها ثلاث سنوات، يمنح بعدها الطالب الشهادة الثانوية الأزهرية، وتنقسم إلى قسمين : أدبي وعلمي. ويدرس طالب القسم الأدبي : الفقه والتفسير وعلومه، والحديث وعلومه، والتوحيد، والنحو والصرف، والبلاغة والإنشاء والأدب، والعروض والقافية، والمطالعة، والمنطق، والفلسفة، واللغة الأجنبية، والتاريخ والجغرافيا، والتربية الفنية، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ ما بقى من القرآن الكريم وأداء الاختبار في القرآن الكريم كله.
ويدرس طالب القسم العلمي : الفقه، التوحيد، التفسير والحديث، والنحو، والصرف، والبلاغة، والأدب والنصوص، والمطالعة والقراءة الحرة، والإنشاء، واللغة الأجنبية، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والتاريخ الطبيعي، والتربية الرياضية. بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم.
د) معاهد القراءات :
وهي معاهد أزهرية تُعِدُّ حفاظ القرآن الكريم لإجادة أدائه، وتعلم أحكامه ووجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، وغير ذلك من الدراسات المتعلقة بذات القرآن الكريم وحفظه ولا تتسع لها مناهج الدراسة بالمعاهد الأزهرية الأخرى. وهذه المعاهد تعد خريجها لتدريس مواد التجويد والقراءات بالمعاهد الأزهرية الإعدادية والثانوية، ولشغل وظائف المقارىء وإقامة الشعائر بوزارة الأوقاف.
هـ) معهد البعوث الإسلامية :
ويتولى هذا المعهد استقبال الطلا ب الوافدين من كافة أقطار العالم لتلقي العلوم الدينية والعربية بالأزهر الشريف، وإعدادهم لإتمام دراستهم بجامعة الأزهر.
و) معهد الدراسات الخاصة :
وهذا المعهد يدرس العلوم العربية والدينية للطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية الذين لا يريدون الحصول على مؤهل دراسي، وإنما يرغبون في تلقي دراسات في الدين واللغة العربية دون ارتباط بمناهج المعاهد الأزهرية الأخرى وخطتها. وكذلك الطلاب الوافدين الحاصلين علي مؤهلات دراسية تنقصها العلوم الدينية والعربية أو لتأهيل غير الناطقين بالعربية لدخول المعاهد الأزهرية الأخرى (الإعدادية والثانوية) بعد إجادتهم لنطق اللغة العربية.
هذا وقد بلغت المعاهد الأزهرية بأنواعها المختلفة أكثر من ستة ألاف معهد، يدرس فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون طالب وطالبة.
- جامعة الأزهر
ولقد رأى القائمون على إعداد القانون رقم 103 لسنة 1961م ضرورة تنويع الدراسة بالأزهر الشريف، لتشمل إلى جانب علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، سائر العلوم والمعارف الأخرى، وذلك لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين للمشاركة في أنواع الإنتاج والنشاط الإنساني، وتأهيل عالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ليعود الأزهر كما كان يُخَرِّجُ علماء في مختلف العلوم والفنون في اللغة والشريعة، والطب والهندسة والفلك .. .. .. إلخ.
ولهذا تضمن القانون 103 لسنة 1961م إنشاء كليات للطب والهندسة والصيد لة، والزراعة والتجارة، واللغات والترجمة، والعلوم، والتربية، وطب الأسنان. بالإضافة إلى الكليات الأزهرية الأصلية، وهي : كلية الشريعة والقانون، كلية أصول الدين، كلية اللغة العربية، كلية الدراسات العربية والإسلامية، كلية الدعوة الإسلامية.
وقد ظلت فروع وكليات جامعة الأزهر -أنواعها المتعددة- تتزايد بمحافظات جمهورية مصر العربية، حتى تتستوعب خريجي المعاهد الأزهرية، حتى بلغت ما يقرب من ستين كلية.
شيوخ الأزهر
لم يجر النظام على أن يعين للأزهر شيخ تعيينا رسميّاً، منذ إنشائه إلى آخر القرن الحادي عشر الهجري، بل كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شؤونه.
ويرى بعض المؤرخين أن هذا المنصب استعمل في منتصف القرن السابع عشر الميلادي في اجتماع عقده باشا مصر، وكان شيخ الأزهر من بين الذين حضروا هذا الاجتماع.
مهما يكن من أمر فقد أنشىء منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شؤونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر.
وهذا ثبت بأسماء شيوخ الأزهر الشريف :
- الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي المتوفى سنة 1101هـ / 1690م
- الشيخ إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين البرماوي الشافعي ( 1101 هـ - 1106 هـ/ 1690 م- 1694م)
- الشيخ محمد النشرتي المالكي ( 1106هـ - 1120 هـ / 1694م - 1708م)
- الشيخ عبد الباقي القليني المالكي (1120 هـ-؟ / 1708م-؟)
- الشيخ محمد شنن المالكي ( 1133هـ / 1721م)
- الشيخ إبراهيم موسى الفيومي المالكي ( 1133 هـ - 1137هـ / 1721م - 1725م)
- الشيخ عبدالله الشبراوي الشافعي ( 1137هـ - 1171 هـ / 1725م - 1757م)
- الشيخ محمد سالم الحفني الشافعي (1171هـ -1181 هـ / 1757م - 1767م)
- الشيخ عبد الرؤوف السجيني الشافعي (1181هـ - 1182 هـ / 1767م - 1768م)
- الشيخ أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري الشافعي (1182هـ -1190 هـ / 1767م -1776م)
- الشيخ أحمد العروسي الشافعي 1192هـ - 1208 هـ / 1778م - 1793م
- الشيخ عبدالله الشرقاوي الشافعي 1208هـ - 1227 هـ / 1793م - 1812م
- الشيخ محمد الشنواني الشافعي 1227هـ - 1233هـ / 1812م - 1818م
- الشيخ محمد أحمد العروسي الشافعي 1233هـ - 1245 هـ / 1818م - 1829م
- الشيخ أحمد بن علي الدمهوجي الشافعي (1245هـ - 1246 هـ / 1829م - 1830م)
- الشيخ حسن بن محمد العطار (1246هـ - 1250 هـ / 1830م - 1834م)
- الشيخ حسن القويسني الشافعي (1250هـ - 1254 هـ / 1834م - 1838م)
- الشيخ أحمد عبد الجواد الشافعي ( 1254هـ -1263 هـ / 1838م - 1847م)
- الشيخ إبراهيم البيجوري الشافعي ( 1263 هـ -1277 هـ / 1847م - 1860م)
- الشيخ مصطفى العروسي (1281هـ - 1287 هـ / 1864م - 1870م)
- الشيخ محمد المهدي العباسي الحنفي (1287هـ - 1299 هـ / 1870م - 1882م)
- الشيخ شمس الدين الإنبابي الشافعي (1299هـ - 1313 هـ / 1882م - 1896م)
- الشيخ حسونة النواوي الحنفي (1313هـ - 1317 هـ / 1896م - 1900م)
- الشيخ عبد الرحمن القطب الحنفي النواوي ( 1317هـ /1900م)
- الشيخ سليم البشري المالكي (1317هـ - 1320 هـ / 1900م -1904م)
- السيد علي بن محمد الببلاوي، استقال في شهر محرم عام 1323 هـ / 1905م
- الشيخ عبد الرحمان الشربيني، استقال سنة 1327 هـ/ 1909م
- الشيخ حسونة بن عبد الله النواوي، استقال في العام نفسه (1327 هـ - 1909م)
- الشيخ سليم البشري إلى سنة 1335 هـ/ 1916م
- الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي (14 ذي الحجة 1325هـ - 1348 هـ / 1907م - 1928م)
- الشيخ محمد مصطفى المراغي الحنفي : من 1928م إلى أن استقال سنة 1930م
- الشيخ محمد الأحمدي الظواهري ( 1930م - 1935م)
- الشيخ محمد مصطفى المراغي "للمرة الثانية" (1935م - 1945م)
- الشيخ مصطفى عبد الرازق (1945م - 1947م)
- الشيخ محمد مأمون الشناوي (1948م - 1950م)
- الشيخ عبد المجيد سليم (1950م - 1951م)
- الشيخ إبراهيم حمروش (1951م - 1952م)
- الشيخ عبد المجيد سليم "للمرة الثانية" (1952م - 1952م)
- الشيخ محمد الخضر حسين (1952م - 1954م)
- الشيخ عبد الرحمن تاج (1954م - 1958م)
- الشيخ محمود شتلوت (1958م - 1963م)
- الشيخ حسن مأمون (1963م - 1969م)
- الدكتور محمد الفحام (1969م - 1973م)
- الدكتور عبد الحليم محمود (1973م - 1978م)
- الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار (1979م - 1982م)
- الشيخ جاد الحق علي جاد الحق (1982م - 1996م)
- الدكتور محمد سيد طنطاوي (1996م)
خاتمة
مما تقدم يتضح أن الأزهر الشريف لم يكن مسجداً تقام فيه الصلاة فحسب، بل كان -ولايزال- جامعاً وجامعة، ومصدر إشعاع ثقافي وفكري، ومبعث حضارة مادية وروحية، وقلعة حصينة للعروبة وللإسلام بوسطيته واعتداله. وكان علماؤه الأعلام رجال فكر، وزعماء إصلاح، وقواد ثورة، وبهذا استطاعوا أن يحملوا أمانة الرسالة، وأن يكونوا ورثة الأنبياء، كما قال رسول الله .
ولهذا لانكون مبالغين إذا قلنا إن تاريخ الأزهر الشريف هو تاريخ للحضارة والثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجري وحتى الآن، وتدوين تاريخ الأزهر الشريف هو تدوين لألوان هذه الثقافة وتلك الحضارة في مختلف العصور، وما بلغته من نمو وازدهار، أو صادفته من قيود وأغلال.
كما أن أمجاد الأزهرالشريف ودوره القيادي على مدى أكثر من عشرة قرون في حماية العالم الإسلامي من الانهيار أمام جحافل الصليبيين، وأمام طغاة الحكام وعدوان المستعمرين والعتاة، وسيرة علمائه ومؤلفاتهم العلمية وآثارهم القيادية، تستوعب العديد والعديد من المؤلفات.
ونسأل الله عز وجل أن يحفظ الأزهر الشريف قلعة حصينة للشريعة الإسلامية، وقبلة لطلاب العلم والمعرفة من مشارق الأرض ومغاربها، إنه تعالى أكرم مسؤول وخير مأمول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق